تموّجات التأليف: الرهان على ضوء خارجي

7 سبتمبر 2021
تموّجات التأليف: الرهان على ضوء خارجي

كتبت” النهار”: غداة الكشف عن اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس الإيراني المتسلم مهماته لتوه إبرهيم رئيسي، انحصر كما أعلن في ملف تأليف الحكومة في لبنان، اجتاحت موجة توقعات تفاؤلية مفاجئة وغير مسبوقة بولادة الحكومة الحديدة منذ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، وبدت البلاد على مشارف عدّ عكسي يفترض ان يكون نهائياً لا تتجاوز مهلته بعد ظهر اليوم او غد الأربعاء على ابعد تقدير. ومع ان موجات مماثلة حصلت سابقاً، فإن المدّ التفاؤلي الذي انطلق البارحة أريد له ان يترك انطباعاً بأنه يمهّد لنهاية استعصاء تأليف الحكومة للمرة الأولى منذ 13 شهراً استهلكتها ازمة التأليف بعد استقالة حكومة الرئيس حسان دياب في 10 آب 2020 وتحولت الى الحكومة الأطول عهداً في تصريف الاعمال.

ولكن التجارب المخيبة والعديدة السابقة تجعل الإبقاء على زناد الحذر الشديد وعدم الأخذ بموجة التوقعات المتفائلة بشكل حاسم حتى انتظار رؤية الرئيس ميقاتي في قصر بعبدا لعقد اللقاء الرابع عشر وربما الأخير قبيل صدور مراسيم تشكيل الحكومة العتيدة. كما ان المفارقة “الفاضحة” التي لا يخجل أي من اقطاب الدولة والسياسة في البلد في عدم الاعتراف بها، قفزت بقوة الى واجهة المشهد حين راح كثر يتغنون بترجيح اضاءة الإشارة الخضراء الخارجية لاستيلاد الحكومة. وحتى الفريق المعني الأول والاساسي بإثبات “صدقية” معاركه المضنية الطويلة للحصول على مكاسبه في الحكومة، أي فريق العهد و”التيار الوطني الحر”، لم يتطوع لنفي البعد الخارجي في الهبوط المحتمل للوحي بامكان استيلاد الحكومة، فيما راح رموز من الفريق “الممانع” إياه يبشرون بان “الشراكة” الفرنسية الإيرانية المزعومة هي التي ستحمل ملامح انهاء الازمة الحكومية، كما تحدثوا بلا تعقيدات “أيديولوجية” عن ضغوط أميركية على رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي لاستعجال تأليف الحكومة.

ومع ذلك فإن موجات التفاؤل والتشاؤم لم تتوقف ولم ترس على برّ نهائي اذ عادت المعلومات والتسريبات التي وزعت مساء امس الى تبريد التوقعات “الجامحة”، ولم تجزم بأن التأليف سيكون مؤكداً اليوم او غداً كما أفادت بان لا موعد محدداً بعد لزيارة ميقاتي قصر بعبدا.وتبين وفق المعلومات التي تسربت عقب زيارة ابرهيم لبعبدا ان عقدة وزارة الاقتصاد لم تحل فيما تم الاتفاق على حل جزئي لعقدة تسمية الوزيرين المسيحيين من خارج حصتي الرئيس عون والرئيس ميقاتي، اذ ذكر انه تم التوافق على أحدهما وبقي الآخر.واشارت المعلومات الى أن الرئيس المكلف التقى أمس بعيدا عن الأضواء رئيس مجلس النواب نبيه بري للتداول في آخر مستجدات التأليف العالقة عند الثلث المعطل والثقة. كما ان حركة ناشطة سجلت للمعاونين السياسيين لكل من الرئيس بري النائب علي حسن خليل والأمين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل خلال الساعات الأخيرة تخللها اكثر من لقاء مع ميقاتي، كما واكبتها اتصالات مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وتواصل غير مباشر بين ميقاتي وباسيل الامر الذي جعل الأمور تتقدم على مستوى معالجة العقد المتبقية.