أحبّ أن أصدّق… ولكن

7 سبتمبر 2021
أحبّ أن أصدّق… ولكن

كتبت” الجمهورية”: أمِل مصدر سياسي مسؤول ان تترجم هذه الايجابيات جديا، بما يفضي الى حكومة قريبا، لا ان تكون هذه الايجابيات كسابقاتها مجرّد فقاعات هوائية.
 
وقال المصدر: انا أرغب في أن أصدّق الإيجابيات، لكن لست قادراً على ذلك، فمن جَرّب المجرّب بيكون عقلو مخرّب، انا فقط أصدّق المراسيم عندما تصدر.
 
وسأل: هل تراجع رئيس الجمهورية لكي تتشكل الحكومة بلا ثلث معطل؟ وقال: حتى ما قبل ساعات قليلة كانت اوساط الفريق الرئاسي تؤكّد انّ رئيس الجمهورية ثابت على موقفه، ومتمسك بثوابت ومعايير يعتبرها جسر العبور الالزامي لتأليف الحكومة، ودونها لا حكومة خارج هذه الثوابت والمعايير التي واجهه فيها تكليفَي السفير مصطفى اديب والرئيس سعد الحريري. وتبعاً لذلك، فإنّ عون لن يوقّع مراسيم تأليف أيّ حكومة من دون كابح في يده، او ضمانة أن يكون شريكا حقيقيا وفاعلا في الحكومة، لأنّه مدرك أنّه من اللحظة التي يوقّع فيها المراسيم من دون تلك الضمانة، معناها أنّ ما تبقى من عهده انتهى لحظة التوقيع، وأنه يصبح اعتباراً من تلك اللحظة وكأنّه قدّم رأسه لخصومه السياسيين وهم كُثر، ويتحيّنون تلك اللحظة للانتقام منه. امام هذا الجو، هل حصل انقلاب في الموقف الرئاسي لكي يقبل عون بحكومة ليس هو وفريقه السياسي صاحبا القرار فيها؟
 
وبقدم معنيون روايتهم المتشائمة ومفادها ان الرئيسين الشريكين في تأليف الحكومة، وعلى رغم حرصهما المتبادل على لغة التخاطب الهادىء بينهما منذ تكليف ميقاتي قبل خمسة اسابيع، وتجنّبهما الدّخول في سجال مباشر، علماً أن الامور كادت ان تفلت من أيديهما لو لم يتداركا ويحتويا ما سمّيت «حرب البيانات» الأخيرة وما تضمّنته من اتهامات بالتعطيل، إلّا انّهما، على ما يقول المطلّعون، ليسا مطمئنّين لبعضهما البعض، والمسألة ليست بنت ساعتها، بل هي تعود إلى البدايات، فالفريق الرئاسي يعتبر نفسه أنّه تجرّع تكليف ميقاتي رغم إرادته، وهو بالتالي حَذِرٌ منه من البداية باعتبار ميقاتي يشكل امتداداً للخصوم، وعلى وجه التحديد الذين يتمركزون في نادي رؤساء الحكومات السابقين وميقاتي عضو في هذا النادي، فلم يسمّه في الإستشارات الملزمة، وقبل يوم واحد من تلك الاستشارات تبلّغ ميقاتي صراحة من رئيس التيّار الوطني جبران باسيل بأنّ تكتله النيابي لن يسمّيه ولن يمنح حكومته الثقة. يضاف الى ذلك الكلام الرئاسي المباشر الذي قيل خلال تلك الاستشارات على مسمع بعض النواب الحلفاء للعهد، وعكسَ عدم ارتياح لتكليف ميقاتي وحرفيّته «الحمدلله الذي لا يُحمَد على مكروه سواه».
 
تبعاً لهذه الصورة، تخلص الرواية المتشائمة الى الاشارة الى أنّ قرار الإقلاع بحكومة ليس ناضجا حتى الآن، ويُخشى الا ينضج هذا القرار، ذلك أنّ ثمة معوقات كثيرة ما زالت تعترض مسار التأليف. فمن جهة، الرئيسان عون وميقاتي لا يريحان بعضهما بعضاً، فلكلّ منهما رؤيته وسقفه الذي لا ينزل تحته.