“شيء ما” بين “حزب الله” والأميركيين؟

7 سبتمبر 2021
“شيء ما” بين “حزب الله” والأميركيين؟

كتب طوني عيسى في” الجمهورية”:بعض المتابعين لا يستبعد أن يكون قد حدث «شيء ما» في الكواليس بين الولايات المتحدة وإيران، ولو جزئياً وموضعياً، يتعلق بالساحة اللبنانية. وثمة مَن يقول إنّ الولايات المتحدة رضخت لشروط إيران بعدما أحبطت بمحاولاتها إخضاع «حزب الله» بالحصار والعقوبات. وتالياً، قرّرت التعاون مع القوي على الساحة. وهذا يعني وجود فرصة لإيران كي تؤلف حكومة تتمتع فيها بثقل وازن.
 
إذا كان هناك «شيء ما» يحدث بين الأميركيين والأيرانيين، و»حزب الله» استطراداً في لبنان، وتشكّلت حكومة، فذلك يعني أنّ العام الباقي من عهد عون سيشهد فرصاً لإنتاج تسوية سياسية، وأنّ محطة الانتخابات النيابية التي تمّ تحديد مواعيدها في أيار، ستكون جزءاً من هذه التسوية، وستكون الانتخابات الرئاسية تتويجاً لها، قبل خريف 2022.
 
ولكن، في نظر العديد من المراقبين الجدّيين، لا مجال للسقوط في أوهام تسويات ما زالت حتى اليوم بعيدة المنال. فالمناخ يزداد سخونة بين محور واشنطن وحلفائها- ولاسيما المملكة العربية السعودية وإسرائيل- ومحور إيران. ولا أفق لتسويات، حتى ظرفية وموضعية يمكن أن يستفيد منها لبنان.
 
ولذلك، وفي غياب أي تسوية إقليمية، سيدخل لبنان في المزيد من الاهتراء، بدءاً من هذا الشهر، أيلول، وستكون التداعيات قاسية جداً على المستوى الاجتماعي. وفي رأي هؤلاء المراقبين، أنّ كلام التفاؤل مدروس لتخفيف بعض الألم وتنفيس بعض النقمة لا أكثر، وسرعان ما سينتهي ليتمّ اختراع أساليب جديدة للإلهاء.
 
وفي تقدير هؤلاء، أنّ حالاً من الفوضى ستسود الوضع اللبناني، لا يمكن تصوُّرها، في الخريف المقبل، والسيناريو الغالب حينذاك هو أن تطير الانتخابات النيابية ويتخذ عون من ذلك ذريعة ليستمر في بعبدا. وبعد ذلك، سيكون لكل حادث حديث.