كتب ايلي الفرزلي في صحيفة “الأخبار”: صارت بواخر المازوت غير المدعوم تصل إلى بيروت بشكل روتيني، حيث تخصّص حمولتها لبعض المصانع التي تدفع بالدولار. وذلك سيقود حتماً إلى تقليص سوق المازوت المدعوم، تمهيداً لإلغائه في غضون أسابيع. وبالتوازي، تحوّلت السوق السوداء إلى الرافد الأول للبنزين، في ظل تقنين التوزيع، وعدم فتح مصرف لبنان للاعتمادات إلا بالقطّارة. أمام هذا الواقع، لن يتأخّر المازوت الإيراني قبل أن يصبح جزءاً من المشهد. 29 مليون ليتر ستبدأ بالوصول إلى لبنان خلال أيام، بعدما أنهى حزب الله كل الترتيبات المتعلقة بالتخزين والتوزيع والجهات المستفيدة
وبحسب المعلومات، فإن نحو 160 مليون ليتر من المحروقات (مازوت وبنزين) لا تزال متوفرة في الأسواق، وهي تكفي لنحو عشرة أيام. ما يعني عملياً أن مرحلة الشح الشديد بدأت، فيما مصرف لبنان يمتنع عن فتح اعتمادات بواخر راسية حالياً أمام الشاطئ اللبناني. هل استُخدم كل المبلغ الذي أُقرّ؟ تشير مصادر معنية إلى أن نحو 125 مليون دولار استخدمت فعلاً، فيما تقرر أن يُخصص 25 مليون دولار لمصلحة حاجات كهرباء لبنان. أما الـ 75 مليون دولار، فثمّة قرار بإطالة أمد الاستفادة منها، بما يعني أن الدعم سيكون شكلياً، طالما أنه لا يكفي حاجة السوق.
إلى ذلك، لا تزال مسألة استيراد المازوت من إيران تتفاعل، وسط غموض يتعلق بتاريخ دخول الشحنة إلى لبنان. مع ذلك، فإن المعلومات تشير إلى أن الدفعة الأولى ستكون في السوق قريباً جداً. فالشحنة المقدّرة بـ 29 مليون ليتر من المازوت، ستُوزّع عن طريق شركة الأمانة، على مرحلتين. الأولى تشمل توزيع المازوت على المستشفيات والمستوصفات الخاصة والعامة وبعض المصانع التي تصنّع منتجات أساسية، والثانية تشمل البلديات والمولدات الخاصة.وقد تقرر أن تباع الشحنة على السعر الرسمي، أي المدعوم على سعر 8000 ليرة للدولار، فيما جزء كبير منها سيُوزّع مجاناً على منشآت حيوية، علماً بأن خطة التوزيع تشمل تسليم كميات للقرى التي يزيد ارتفاعها على 800 متر، فيما يفترض أن تخصص شحنات لاحقة للبيع على محطات عمدت شركة الأمانة إلى استئجارها أو شرائها في المناطق.وبحسب المعلومات، سينقل المازوت من سوريا عبر أسطول من الصهاريج قدمته القيادة السورية مجاناً، على أن يستعان بقدرات تخزينية متوفرة في أكثر من منطقة، تضاف إلى اعتماد الباخرة الإيرانية الراسية في بانياس كمخزن، بحيث لا تفرّغ حمولتها دفعة واحدة، بل خلال أيام.