هكذا تسير قواعد اللعبة.. أزمة الطاقة في لبنان: لا حلول سهلة!

9 سبتمبر 2021
هكذا تسير قواعد اللعبة.. أزمة الطاقة في لبنان: لا حلول سهلة!

أدت أزمة شح المحروقات إلى نقص في ساعات التغذية الكهربائية ما زاد الطين بلة على اللبنانيين الذين يرزحون، بفعل الأزمة الإقتصادية، تحت وطأة التضخم المتصاعد  ونقص السلع الأساسية.

في حين يرى الخبراء في الإقتراح الذي قدمته السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا مؤخراً والذي يطرح فكرة إحياء خط أنابيب غاز عابر للحدود يمتد من مصر إلى لبنان حلاً بإمكانه أن يساعد في تخفيف حدة الأزمة، إلا أنه ليس حلاً طويل الأمد لبلد أثبت فشله المستمر بتوليد كميات كافية من الكهرباء، وفق تقرير ل” الجزيرة”.وقالت المديرة التنفيذية للمبادرة اللبنانية للنفط والغاز والخبيرة في حوكمة الطاقة ديانا قيسي لـ”الجزيرة”: “ما طرح ليس بجديد. بين عامي 2009 و2010 كان الغاز يضخ عبر مصر إلى الأردن ومن خلال سوريا إلى لبنان”.

وانتهى الاتفاق باستخدام خط الغاز العربي عندما تخلف لبنان عن سداد المستحقات كما وأدت الهجمات التي شنت على خط الأنابيب في مصر إلى تعطيل الإمدادات. ولا بد من اجراء دراسات لكشف الضرر الذي ألحقته الحرب السورية بخط الأنابيب.وتابعت قيسي قائلة: “من الناحية الفنية، من الممكن إتمام هذا الأمر بحلول نهاية العام الحالي إن كان هناك إرادة سياسية جادة”.وحصل لبنان في العامين الماضيين على عدد من القروض والهبات الدولية، بما في ذلك من صندوق النقد الدولي، شرط أن تنفذ البلاد سلسلة إصلاحات فيما يتعلق بالشفافية والفساد، وهو أمر لم تقم به الطبقة السياسة حتى الآن، في الوقت الذي تغرق فيه البلاد وسط زيادة في نسبة الفقراء.وقالت متحدثة باسم البنك الدولي ل”الجزيرة” إن البنك لن يتمكن في هذا الوقت من الكشف عن تفاصيل عما قد يكون قد تمت مناقشته في اجتماع عمان.عقبات محتملةمع ذلك، هناك عقبات سياسية أخرى محتملة، حيث تفرض الولايات المتحدة حالياً عقوبات على قطاع الطاقة السوري، إلا أن شيا أكدت أنه سيتم تخفيف هذه القيود.وقال الباحث في مجال الطاقة في معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت مارك أيوب للجزيرة: “كان من الممكن القيام بهذه الخطوة منذ سنوات حين طلب لبنان بعض الاسثناءات من قانون قيصر، لذلك من الواضح أن الناقلات الإيرانية المحملة بالوقود إلى لبنان هي التي دفعت الأمور إلى الأمام”.وتابع قائلاً: “أعتقد أن الموضوع، في أفضل الحالات، مرتبط بالصراع بين الولايات المتحدة وإيران، إيران توفر الناقلات، ونحن سنوفر الغاز، وهكذا تسير قواعد اللعبة”.من جهتها، أشارت المستشارة المستقلّة في مجال سياسات الطاقة جيسيكا عبيد إلى أن الخطة كانت قيد الدرس لأشهر عدة. وتابعت   قائلة: “توقيت الإعلان الأميركي محيّر. إلا أنه لا يمكنك فقط دعوة عدد من البلدان واتخاذ قرار بشأن هذا الخصوص بين ليلة وضحاها. هناك خطوات لوجستية يجب أن توضع في مكانها الصحيح.”ويرى أيوب أن “الحل مؤقت، إلا أنه سيملأ فجوة حيث أننا متجهون إلى رفع الدعم النهائي من دون أيجاد أي حل”.مشكلة أخرى يمكن أن تشكل حجر عثرة في الطريق وهي أن اسرائيل تبيع الغاز إلى الأردن عبر خط الأنابيب عينه، مما يتطلب تغييراً تقنياً في تدفق خط الأنابيب أو ربما بناء خط أنابيب جديد.وحول موضوع النفط الإيراني، أكد مستوردو وقود لبنانيون وأصحاب مولدات خاصة لصحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية أن كمية الـ33000 طن المتري من الوقود الإيراني المتجه إلى لبنان سيغطي حوالى ثلاثة أيام فقط من احتياجات البلاد.وقالت الصحافية منى سكرية: “كان المسؤولون اللبنانيو متكتمون جداً حتى الآن في تصريحاتهم العلنية.”وتابعت: “هذا القرار، قبل كل شيء، سياسي، تحركه اعتبارات سياسية بما في ذلك كسر المحرمات التي تحول دون استيراد المنتجات الإيرانية الخاضعة للعقوبات بالإضافة إلى ترسيخ مكانتها بين جمهورها في لبنان كمزود موثوق به كلما فشلت الدولة في تأمين الخدمات.”