صدر عن “كتلة الوفاء للمقاومة” بيان استهلته بعبارات أبنت رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان، وقالت: “إن ارتحال صاحب السماحة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى آية الله العلامة عبد الأمير قبلان، قد أثار فينا الحزن والأسى فلقد انتقل رحمه الله إلى مقره الأبدي عن عمرٍ كان له ميدانا رحبا رحبا للإيمان والعمل الصالح، وفرصة إلهية جرى اغتنامها لنصرة الدين وقضايا الأمة… شارك فيها قيادات وأعلاما، وعايش فيها ألوانا من الناس والجهات.. وثبت فيها وفيا ودودا محبا للمحرومين ولإمامهم، وللمجاهدين والشهداء، وللفقراء ودائع الله لدى عباده الكرماء.لقد ودعناه جميعا… وأودعناه ربا رحيما.. لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وهو اللطيف الخبير. فقد ترك الراحل العزيز أثرا طيباً مباركاً سينمو خيراً وفيراً يعمّ مجتمعنا ووطننا رغم واقع الحال الذي يختزن أليم المعاناة، فالوحدة والمحبّة والحرص على الحوار والشراكة والعيش الواحد مع أبناء الوطن، ونبذ الفرقة والفتنة والتقسيم، ومقاومة الاحتلال وحفظ السيادة وصون القرار الوطني والفخر والاعتزاز بالإنجازات والانتصارات والإحساس العالي الوثيرة بالثقة بالنفس وبالقدرة على مواجهة التحديات، كل ذلك معالم نهج تجعل الأمل باستنقاذ مجتمعنا ووطننا واعدا رغم كل العقبات والعراقيل، ومشاعل نور ستبقى معها نصرة فلسطين ودعم كل القضايا المحقة والعادلة رايات عزنا المتجدد”.لأسرة الراحل الكبير ، لا سيما لسماحة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد عبد الأمير قبلان، ولدولة رئيس مجلس النواب الأخ الأستاذ نبيه بري، ولسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وللمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولأركانه الأعزاء ولكل العلماء والمقامات والمراجع العظام أحرّ التعازي وبالغ المواساة”.أضاف البيان: “ولئن بقيت البلاد تنتظر إنجاز التشكيلة الحكومية رغم تباين التقديرات فقد أحدث نفق الأسرى الفلسطينيين الأحرار في سجن جلبوع الصهيوني ثقبا عميقا في هيبة العدو وثقته بتحصيناته تهاوت معه أوهام التفوق المزعوم والقدرة على مواصلة الاحتلال.إن كتلة الوفاء للمقاومة يهمها أن تسجل ما يأتي:
1 – تهنئ الكتلة الشعب الفلسطيني الأبي وفصائله المقاومة على الإنجاز الأمني المبدع الذي حققه الأسرى الأبطال عبر النفق المذهل الذي صدع منظومة التحصينات الآمنة التي اعتمدها العدو الصهيوني في أحد أهم وأحدث قلاعه وزنزاناته الكاشفة عن مدى تفريطه بحقوق الإنسان وتنكره لها.وترى الكتلة أن الشعب الفلسطيني المجاهد يثبت يوما بعد يوم أن إرادة التحرير والتحرر لديه أقوى وأفعل وأعمق من كل التحايل والتواطؤ والتآمر الدولي الذي يستهدف هويته فضلا عن أرضه وسيادته.2 – إن وهج الإعلان عن بدء مسار البواخر الإيرانية المحملة بالمحروقات، لفح وجوه كل المراهنين على جني ثمار الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الإدارة الأميركية على لبنان وشعبه ودولته بهدف الإخضاع والتسلط والهيمنة على إدارة شؤون البلاد والتحكم بسياساته. كما أن إصرار سماحة الأمين العام لحزب الله على مساعدة اللبنانيين ورفض إذلالهم وخرق الحصار الاقتصادي المفروض عليهم، أرغم الأميركيين على الرضوخ والمسارعة إلى إجراءات تبقي لهم موقعا ولو باهتا على هامش المشهد السيادي الذي رسمته المقاومة عبر تحديها للحصار وعزمها على رفعه.لقد كشفت المقاومة للبنانيين بوضوح هشاشة الأقفال الأميركية المستخدمة في حصار بلدنا وفرضت تعاطيا مختلفا مع ما سمي بقانون قيصر ليتلاءم مع متطلبات مسار استئناف العلاقات بين سوريا ولبنان، كما حركت خيار الاستجرار للطاقة عبر بلدان عربية كانت تطوي العمل بهذا الخيار.وتابع البيان :”كما بات واضحا أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي عانى منها اللبنانيون، ما كانت لتتفاقم لولا سياسة الابتزاز الأميركية التي عملت على توظيف آلام وأوجاع اللبنانيين من أجل انتزاع إذعانهم لإملاءات الإدارة الأميركية.لقد بدا الأميركيون متلبسين الحصار الاقتصادي للبنان بالجرم المشهود وانفضح بهذا المشهد كل الأداء العدائي الأميركي الذي كان يتلطى خلف مظاهر إنمائية وحقوقية ملفقة ومخادعة.3 – تعتبر الكتلة أن إبقاء لبنان من دون حكومة فاعلة وناشطة هو هدر موصوف لمصالح البلاد واللبنانيين وتضييع مؤسف لفرص إنقاذية وإنمائية، وإفراط لدى الأفرقاء المعنيين مباشرة بالتأليف في توهم القدرة لاحقا على استدراك ما فات، من خلال التحكم بدفة إدارة الاستحقاقات الدستورية المقبلة.إن الكتلة لا تزال تؤكد موقفها الداعي إلى وجوب تشكيل حكومة تدير شؤون البلاد لأن المصلحة الوطنية باتت متوقفة على ذلك.. وكل ما عدا هذا الاتجاه لا يصب في خير لبنان ولا يأتي بالخير لأبنائه.4 – في الثاني عشر من شهر أيلول من كل عام، موعد متجدد مع العز والفخار، أبرمته مقاومتنا الإسلامية قيادة ومجاهدين بالدم والروح.. ولم تبخل على شعبنا ووطننا بعزيز حتى ولو ارتقى ليكون إبنا للأمين العام..
منذ أربع وعشرين عاما وأخوة ورفاق الشهيد هادي نصر الله والشهيدين مغنية وكوثراني في المقاومة الإسلامية، والنقيب في الجيش اللبناني جواد العازار، يستشعرون المجد عند مواجهة جبل الرفيع وينتقلون من نصر إلى نصر، ورغم تتابع التحديات فإرادة المواجهة وعزم التصدي لدى شعبنا يكشفان كم هو عظيم هو إنساننا المجاهد والشهيد. وكم هي عظيمة أمة المجاهدين والشهداء. وسيبقى لبنان حاضنا لمعادلة النصر التي تصنع مجد حاضرنا ومستقبلنا عبر شعبه وجيشه ومقاومته.وختاما.. لأبي هادي سيد المقاومة… هنيئا لك مجددا شهادة عزيزك هادي، وهنيئا للبنان قيادتك مسيرة المقاومة فيه ضد أعدائه”.