كتبت “الأخبار”: رغم أن الأزمة الاقتصادية ساوت بين اللبنانيين إلى حد كبير في الذل أمام المحطات والصيدليات والأفران وينابيع المياه، إلا أن بعض أوجهها عمق من الفروقات الاجتماعيّة بينهم، كما في أزمة الكهرباء التي تزيد من حدة الشرخ، ليس بين أبناء «الوطن الواحد»، بل بين سكان المبنى نفسه.
الميسورون وجدوا في أنظمة الطاقة الشمسية حلاً للخروج من العتمة في ظل تدهور إنتاج شركة كهرباء لبنان وشح مادة المازوت واعتماد أصحاب المولدات الخاصة تقنيناً قاسياً وتسعيرة عالية.
مقابل هذه الفئة التي ستعيش في «العصر الحديث»، غالبية عظمى من اللبنانيين (82 في المئة نسبة من يعيشون في فقر متعدد الأبعاد بحسب «إسكوا»)، ستعود قروناً إلى زمن القنديل وعصر ما قبل اكتشاف الكهرباء. فقد زاد الإقبال على قناديل الكاز بشكل ملحوظ منذ نحو عام ونصف عام، «وبلغ الذروة منذ نحو شهرين مع تفاقم أزمة الكهرباء، حتى بتنا نقنّن في البيع ولا نعطي الزبون أكثر من قنديل لخدمة أكبر عدد ممكن من الأشخاص»، بحسب المسؤول في مؤسسة «سوق باز الأصيل» وسام البنا.
المفارقة تكمن في أنه حتى «الحلول» التي ارتضى الفقراء ومعدومو الحال اعتمادها قد لا تكون في المتناول أو قابلةً للتشغيل. فسعر القنديل، وفق صاحب أحد فروع محلات «دبوس» للعطارة، ارتفع من 10 آلاف ليرة إلى 100 ألف. ومن نبشوا القناديل المخبأة في «التتخيتة» يبحثون اليوم «بالسراج والفتيلة» عن… «إزازة» و«فتيلة»، نظراً إلى ندرتهما في الأسواق.