كتب المحرر القضائي:معرفة قديمة تجمع بين غياث.م وهو سوري الجنسية ومواطنه المدّعي المسقِط سامي.م الذي يقيم في لبنان بصورة دائمة، والذي يستضيفه في منزله في دمشق عند ذهابه الى سوريا، وفي إحدى المرات وفيما كان سامي نائماً في منزل غياث في دمشق أيقظه هذا الأخير وقال له إن دورية من المخابرات الجوية السورية تريد أوراق سيارته نوع رانج روفر سوداء اللون مسجّلة في لبنان، فتوجه سامي برفقة غياث وشخص بلباس عسكري مموّه يحمل جهازاً لاسلكياً الى المكان الذي يركن فيه سيارته وأعطاه أوراقها، فقام الشخص المذكور بأخذ بطاقة هوية سامي وجواز سفره السوري ودفتر دخول السيارة الى سوريا وإجازة سوقه اللبنانية وورقة “مهمّة” من حزب البعث الإشتراكي السوري في لبنان ومبلغ ٢٠ ألف ليرة سورية وجهازي هاتف خليويين كانت جميعها موضوعة في تابلو السيارة.
وبسؤال الشخص المذكور عن إسمه وصفته الأمنية وسبب قيامه بأخذ أغراضه، عمد الى دفعه قائلاً له “أنا ضابط وعم تطلب مني ما يثبت شخصيتي”، وبعد أخذ وردّ إتصل غياث بالمدعو الرائد وسام.ح وطلب من المدّعي المسقِط سامي أن يسلّم الشخص المذكور مفتاح السيارة على كفالته الشخصية وأعلمه أن إسمه الملازم علي، وهذا الأخير عندما تكلّم مع الرائد وسام.ح قال للمدّعي “إن العميد حسان بدّو السيارة”، وعندما أصرّ سامي أن يبرز المدعو الملازم علي ما يثبت هويته قام بالصراخ عليه ودفعه وأوقعه أرضاً، فقام سامي، وبناءً لطلب غياث، بإعطاء هذا الشخص مفتاح سيارته. وفيما كان يجلس مع المتهم غياث في منزل هذا الأخير حضرت إبنة غياث وفي يدها هوية سامي وأخبرته أنها وجدتها على باب المنزل، فقال له حينها غياث إن الأشخاص الذين أخذوا سيارته أعادوا له بطاقة هويته لمفاوضته على مبالغ مالية بغية إعادتها له، وأنه بعد مراجعات عديدة تبيّن لسامي أن سيارته غير موجودة لدى المخابرات الجوية السورية، وأنه والمتهم غياث إلتقيا بشخص يدعى غسان.خ فأخبره بما حصل، وهذا الأخير أعلم سامي بأنه يعرف شخصاً يمكن مساعدته لكنه يريد مبالغ مالية فوافق سامي، عندها ترافق المدعو غسان.خ مع غياث ثم عادا عند منتصف الليل ليبلغا سامي أنهما عثرا على السيارة وهي موجودة في محافظة طرطوس لدى أشخاص يطلبون مبلغ ٢٠ ألف دولار أميركي من أجل إعادتها اليه.
وبعد إتصالات هاتفية بين غياث والشخص الذي من المفترض أنه يستطيع إعادة السيارة تم تخفيض المبلغ الى ١٥ ألف دولار، فقصد سامي شخصاً يعرفه يدعى محمود.ع وطلب منه المبلغ فأبدى استعداده شرط أن يُحضر غياث السيارة، وهذا الأخير طلب مبلغ ١٠٠ ألف ليرة سورية ليعطيها للشخص الذي سيذهب الى طرطوس لإحضار السيارة.
وتبيّن للمدّعي المسقِط سامي أن الشخص الذي سيأخذ مبلغ ال ١٠٠ ألف ل.س هو كما عرّفه عليه المتهم غياث الرائد وسيم.ح، فأعطاه المبلغ وبعد يومين إتصل المدعو غسان.خ على هاتف إبنة المتهم وطلب التحدث الى سامي وسأله عما إذا كان المبلغ جاهزاً، فأجابه بالإيجاب، وقصدا صديق المدّعي المدعو محمود.ع الذي أعلمه أن المبلغ جاهز وأنه لا يجب أن يدفع أي مبلغ قبل إحضار السيارة، إلا أنه لم يتم إحضارها ما جعل المدّعي يتقدّم ببلاغ في سوريا عن سلبه سيارته مورداً فيه الوقائع أعلاه، ومن ثم تقدم بشكوى ضد المتهم غياث في لبنان بجرم سرقتها مع جميع أوراقها الثبوتية.
وتبيّن أنه تم توقيف المتهم غياث أثناء دخوله الى لبنان، وبالتحقيق معه أنكر ما ورد في أقوال المدّعي حول إقدامه على التفاوض لإرجاع السيارة، فيما أصرّ سامي على أقواله وأكد المدعو محمود.ع على ما ورد في أقوال سامي، فاعترف المتهم أنه كان يتفاوض مع شخص يدعى جهاد.ب في طرطوس من أجل إرجاع السيارة، كما تبيّن وجود محاضر سابقة عدة بحق المتهم غياث بجرائم إحتيال ومخدرات وشيكات من دون مؤونة وتهريب مخدرات.
هيئة محكمة الجنايات في بيروت، وبعد الإستماع الى مطالعة النيابة العامة، حكمت بالإتفاق، بتجريم المتهم غياث.م بجناية المادة ٦٤٠/٦٣٩ عقوبات، وبإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحقه، وجناية المادة ٦٣٨ عقوبات وبإنزال عقوبة الأشغال الشاقة بحقه مدة ١٠ سنوات، كما بإدانته بجنحة المادة ٦٥٥ من القانون عينه وبحبسه ٣ سنوات وبتغريمه مبلغ مليون ليرة لبنانية، وبإدغام العقوبات المشار اليها أعلاه بحيث تطبّق بحقه العقوبة الأولى كونها الأشد، وبتجريده من حقوقه المدنية، والتأكيد على إنفاذ مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه.