٣ عوامل حتمت تشكيل الحكومة

11 سبتمبر 2021آخر تحديث :
٣ عوامل حتمت تشكيل الحكومة

كتبت ميسم رزق في” الاخبار”:
 

باتَ الكلام اليوم عن الأسباب التي عطّلت تشكيل الحكومة طيلة الأسابيع الماضية خارِج السياق، وحلّ مكانه البحث في الدوافع التي أدت إلى انطلاقتها وهويتها السياسية التي من الصعب حالياً حسمها، كما قدرتها على توظيف عمرها القصير نسبياً – ينتهي مع الانتخابات النيابية في الربيع المقبل – في اجتراح حلول للملفات التي تهمّ اللبنانيين.
وفقاً للمعلومات، سيدخل ميقاتي إلى السرايا رئيساً للحكومة للمرة الأولى في عهد عون نتيجة عوامل داخلية وخارجية تقاطعت على الشكل التالي:
أولاً، تغيير الإدارة الأميركية مقاربتها للأزمة اللبنانية. بعدَ “17 تشرين” كانَ واضحاً بأن الأميركيين أخذوا قراراً بتضييق الخناق والحصار على لبنان، في سياق حربهم على المقاومة. الرأي الغالب في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانَ يقول بأن الانهيار سيورّط حزب الله في الداخل ويزيد من الأثقال الملقاة على عاتقه. غيرَ أن إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن باخرة المحروقات الإيرانية خلطَ كل الأوراق، بعدَ تأكد إدارة جو بايدن بأن الحزب قرر كسر الحصار ومواجهته بطرق غير تقليدية. ومن ذلك الحين، كثفت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا حراكها لدى المعنيين وبدأ الضغط لتشكيل حكومة سريعاً بعدَ أن وجدت إدارتها الجديدة بأن الانهيار الشامل سيكون لغير صالح الولايات المتحدة.

ثانياً، الموقف الأميركي المستجدّ دفعَ بباريس إلى التحرّك مجدداً، مع إيران ومن ثم مع الأطراف المحلية. منذ طرحها المبادرة الفرنسية، لم توفّر باريس وسيلة ترهيب أو ترغيب إلا واستخدمتها من أجل تأليف حكومة، أرادت من خلالها القول إنها لا تزال لاعباً قوياً في الإقليم، وقادرة على أن تكون «حلّالة مشاكل» وعرّابة تسويات. الفيتو السعودي واللامبالاة الأميركية لم يسعفاها، إلى أن أتَت ساعة الحسم، التي فرضتها تطورات الإقليم، والاتفاقات الجديدة التي سمحت أميركا للبنان أن يعقدها في إطار التخفيف من أزمته (استجرار الغاز من مصر، والكهرباء من الأردن، عبر سوريا). أول من أمس، تواصل الفرنسيون، تحديداً مدير الاستخبارات الخارجية برنارد إيمييه، مع ميقاتي ناقلاً له قرار الإليزيه بتأليف حكومة سريعاً، وعدم وضع عقبات .
ثالثاً، أمام هذين التطورين بدأ النقاش من وزارة “الاقتصاد” أمّ العقد. تقول المعلومات إنه جرى الاتفاق على أن تبقى من حصّة السنة كما أراد ميقاتي، على أن تسمية الوزير ستكون من حق رئيس الجمهورية. وفي المقابل، يسميّ ميقاتي واحداً من الاسمين المسيحيين اللذين كانا محط خلاف.
أما بالنسبة للكوتا السياسية لكل من طرفي الصراع، فكانَ من الصعب تحديد حجمها ونوعيتها. إلا أنه يُمكن تلمسّ بأن التشكيلة الجديدة تحتوي على عدد من الأسماء «الملغومة» والتي يصفها فريقا رئيس الجمهورية والحكومة بأنها نقطة تقاطع بينَ عون وميقاتي على قاعدة لا من حصة هذا أو ذاك، بل هي «نصّ نصّ»، وهو ما سيحسمه سير الأمور داخل مجلس الوزراء خلال مواجهة مجموعة من التحديات.

المصدر:
الاخبار

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.