لم تشكل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعاني منها البلاد، عائقاً أمام طموح الشباب اللبناني، الذي ما يزال حتى اليوم، يعمل بجهد وكدّ لرفع اسم البلاد عالياً في شتى المجالات لا سيما الصحية والسياحية والتكنولوجية.
ولعل اسم الخبير والمحلل التكنولوجي أنطوان طنّوس سيكون الابرز في الايام المقبلة على الساحة الداخلية، كيف لا، وهو تمكن من الوصول الى مرتبة عالية جداً لناحية التطور التكنولوجي، بعد أن تبوأ مركز القائد المحلّي لـ “تحدّي تطبيقات الفضاء – ناسا”، والتي تعتبر واحدة من المراكز المرموقة في هذه المؤسسة الدولية، ووصول لبناني الى هذه المرتبة المهمة، انجاز نوعي. فمنذ بدايتها في عام 2012 ، تزايدت تطبيقات الفضاء من 22 حدثا محليا ً في 17 دولة، إلى ما يفوق 250 حدثاّ محليا في 87 دولة واقليم. وقد انضم الى البرنامج 26000 شخص، وتتعاون فرق من التقنيين، العلماء، المصممين، رجال الأعمال، الفنانين وغيرهم، للاجابة على التحديات التي تحتاج الى حلّ جذري سواء على الارض او في الفضاء.
وفي حديث عبر ” لبنان 24 “أعلن طنّوس عن مشاركة لبنان للمرة الأولى في التحدي الدولي لتطبيقات الفضاء، بنسخته العاشرة، وهو أكبر حدث عالمي يجمع عددا من الاختصاصيين في برمجة الكومبيوتر لتطوير البرمجات في 2 و3 تشرين الأول المقبل، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأميركي – ناسا، مع تسعة شركاء من وكالة الفضاء، بهدف ايصال الحدث الى أكبر عدد من المجتمعات.
واذ دعا طنّوس الشباب اللبناني الى المشاركة في هذه المسابقة، لفت الى ان هذا الأمر سيسمح للشباب بتطوير مهاراته من جهة، وبابراز قدراته وأفكاره من جهة ثانية في علوم الفضاء والعلوم الارضية، لا سيما ان وكالات فضاء عالمية ستكون مشاركة في هذا الحفل، وستقوم باختيار الفرق الفائزة على أن تشمل الجوائز دعوة لزيارة اطلاق صاروخ في الولايات المتحدة، كما سيكون للفائز فرصة لتوفير البيانات المفتوحة والتفاعل مع المشاركين خلال عطلة نهاية الاسبوع والمساعدة في الأحداث المحلية.
ولفت الى أن الأفكار اللبنانية التي ستطرح في هذه المسابقة سيتم العمل على جمعها في إطار واحد لكي تتحول الى نوع من الانجاز اللبناني في عالم الفضاء، مشيراً الى ان ما سيجري سيكون دليلاً قاطعاً للعالم أجمع على أن اللبناني، وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة التي يعيشها ،قادر على الانجاز والابداع.
ورداً على سؤال عن تأثير هكذا مسابقات على قرار الشباب اللبناني بالهجرة، نظراً للظروف الصعبة التي تعاني منها البلاد، دعا طنّوس الى التمسك بهذا الوطن، والسعي في المقابل، الى رفع اسمه عالياً، مشدداً على ان الكفاءات الموجودة في لبنان كبيرة جداً وتحتاج الى دعم داخلي وبعض الفرص لكي تبرهن عن قدراتها ومستواها المتميز عالمياً.
وعن الدعم الرسمي لما يقوم به، لفت طنّوس الى انه حتى الآن لا دعم رسمياً واضحاً، وهو وفريق العمل لا يزالون ينتظرون موعداً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتقديم ما تم انجازه على الصعيد اللبناني.