أيام قليلة على عودته من “عرين الأسد” محملاً بالقفشات والضحكات النضالية والبطولات المفبركة، حتى ضرب “القائد الأشوس” ضربة جديدة في فضاء “سياسة الدعارة” التي أوصلته الى نجومية تلفزيونية يخجل كثيرون منها.
“لبنان الدعارة”. ضحك فخامة رئيس الجمهورية ولم يعلق ولم يشعر بأدنى إهانة.
واستمر “القائد الأشوس” في شرح فكرته “النيرة” جداً كما عودنا في اطلالاته التلفزيونية التي يتابعها كثيرون لما تحتوي من عناصر إثارة وفضائح و”صرامي”.
“سياسي الصرامي” فرض نفسه رقماً صعباً في زمن كاد الوطن يتحول خزانة أحذية تحمل علامة “صُنع في عنجر”، والتي تتحول بغدر “زمن الممانعة” الى نواب ووزراء ومناضلين ممانعين.
هو من علامات “زمن الممانعة” الذي ما أبقى أصولاً في السياسة ولا أخلاقاً في التخاطب، حتى ساد لسان السوء، وأزاح “السفهاء” الفقهاء من على المنابر والشاشات.
لكل زمن أبطال وأبواق. وهو بطل أبواق الممانعين على الاطلاق. جاهز وتحت الطلب لـ”ذم” و”مدح” كل من لا يرضى بـ”المكتوب” على لوح الممانعة التي أوغلت في الطغيان وهدر الدماء على امتداد هذا المشرق الحزين.
صغار كثر يحسبون ان التطاول على الكبار يزيدهم طولاً وكبراً. لكن حتى “المكتوب الأسود” بقوة السلاح الداشر لا يمكن أن يبيض صفحة “صغير” استلطفه اللواء رستم غزالي، واستطاع بحكم الظروف القاهرة أن يصل الى رتبة وزير للبيئة لمرة يتيمة، من دون أن تفلح هذه الظروف في “تركيبه” نائباً ممثلاً عن الأمة، وأقصى ما بلغه من نفوذ وسلطة أن صار “مرشداً” لبلدية الجاهلية.
وفي أجواء “لبنان الدعارة” الذي يروّج له “المرشد البلدي” فإن المعاجم تؤمن المعرفة المريحة، إذ نعرف أن “الداعر” هو الرجل الخبيث الفاسق المفسد. والكلام الداعر هو كلام فاحش وفاجر.
صفات الـ”دَعَر” عديدة وواضحة وتتنافى بالمطلق مع الأخلاق حتى النفعية بالميزان السياسي.
والاسم هنا ليس مهماً الا بقدر ما يدل الى نقيض لفظه.
مثلاً اسم “وئام” الإيجابي ويقال فيه: لولا الوئام لهلك الأنام، أي لولا موافقة الناس بعضهم بعضاً في العشرة والصحبة لكانت التهلكة.
لكن هذا الوئام في معجم اللغة غير وئام في معجم الممانعة، إذ هو “مكلف” بإحداث فتن دائمة بين الناس.