كتب الان سركيس في “نداء الوطن”: لا شكّ أن وزير الخارجية ليس وحده مسؤولاً عن سياسة لبنان الخارجية، لكن أداءه يلعب دوراً كبيراً في تصويب الأمور، من هنا فإن تولّي السفير عبدالله بوحبيب هذه الحقيبة يُرتّب عليه مسؤوليات كبرى في أحرج لحظة من تاريخ لبنان.
أمامه تحديات كبيرة اولها هو إجراء إصلاح شامل في وزارة الخارجية بعدما فاحت رائحة الفساد والمحسوبيات وأُصيب الجسم الدبلوماسي بضربات عدّة نتيجة السياسات المتبعة، وبالتالي فإن هذه هي المهمة الأساسية لإعادة “الرونق” إلى الدبلوماسية اللبنانية.أما المهمة الثانية وهي الأصعب، فتتمثّل بإعادة وصل ما انقطع من علاقات للبنان مع الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وهذا الأمر لا يتوقّف على بوحبيب لوحده بل على كل أعضاء الحكومة والسلطة الحاكمة. وتُعتبر إعادة تواصل لبنان مع الغرب من البديهيات، إذ إن هذا البلد غير قادر على النهوض إذا لم يحصل على دعم المجتمع الدولي، لذلك فإن هذا التواصل مهمّ للغاية ويجب أن يتكامل مع ما أعلنه الرئيس نجيب ميقاتي من نيّة في طرْق كل الأبواب من أجل طلب المساعدة.
وبين المحورَين الغربي والعربي ومحور التوجّه شرقاً، ستكون الدبلوماسية اللبنانية أمام اختبار جدّي باستعمال ميزان الجوهرجي، لكن هذا يحتاج إلى مساعدة كل الأطراف، فلا يكفي أن يقوم بوحبيب بدوره في وقت يطل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مهدّداً ومتوعّداً دولاً عربية عدّة. وفي السياق، تتطلّب مهمة بوحبيب دعماً واضحاً من العهد حليف “حزب الله”، إذ إن معظم السياسيين يؤكدون أن سياسة لبنان الخارجية يرسمها نصرالله من دون الحاجة إلى حكومة.ومن ناحية أخرى، تنتظر لبنان مشقات كبرى ليس أبرزها إطلاق التفاوض مع البنك الدولي، لذلك فإن الأيام ستكشف ما إذا كان بوحبيب سينجح أو ينضمّ إلى لائحة أسلافه من الوزراء الفاشلين