كلام نصرالله.. من دعم الحكومة الى اكمال مسار المواجهة

14 سبتمبر 2021
كلام نصرالله.. من دعم الحكومة الى اكمال مسار المواجهة

لم يكن كلام الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله خارجا عن السياق العام الذي بدأه قبل اسابيع منذ انطلاق باخرة النفط الاولى من ايران، لكن الجديد هو التفاصيل العملية التي تحدث عنها امس.استمر نصرالله بالمواجهة التي بدأها بشكل مباشر مع الاميركيين معطيا اياها طابعا تنافسيا لتقديم النموذج الافضل للبنانيين، اذ اعلن انه سيقدم مادة المازوت مجانا لبعض المؤسسات التي لها طابع انساني اضافة الى رغبته ببيع المادة باقل من سعر الكلفة لجميع اللبنانيين.

يريد الحزب ان يؤكد انه قادر على ملء الفراغ واعادة ترتيب الواقع الشعبي من خلال شبكة هائلة من التقديمات والخدمات، اذ ان من يستطيع تأمين المازوت والبنزين بهذه الطريقة، سيتمكن من تأمين خدمات معيشية اخرى.صراع الحزب مع الاميركيين يتركز حول دفعهم لتخفيف الضغوط، او الاصح يهدف الى جرهم الى تقديم المساعدات كما حصل في قضية الغاز المصري والكهرباء الاردنية، وبالتالي تخفيف المعاناة عن اللبنانيين ،لان الحزب قد لا يكون راغبا بأن يستمر بتحمل هذا العبء الكبير المرتبط بالقضايا المعيشية…

الاهم هو المساعي التي لوّح بها نصرالله والتي قال انها قد تتكثف وفق الحاجة التي يعاني منها السوق في المرحلة المقبلة، مؤكدا ان مادة البنزين هي جزء من المواد التي سيتم استيرادها خلال المرحلة المقبلة.لكن نصرالله لفت عن قصد الى ان لبنان كان احد خيارات المعتمدة لترسو على شراطئه الباخرة الايرانية، لكن “تجنيب البلد للعقوبات ادى الى اخذ قرار التوجه الى سوريا”.من الواضح ان نصرالله اراد القول ان ما قام به الحزب هو بسبب رغبته بدعم الحكومة وعدم احراجها، خصوصا ان كلامه عنها اوحى بدعمه الواضح لتركيبتها ونشاطها المتوقع، لذلك كان لا بد من اشارة الى ان تحسن الوضع قد يؤدي الى توقف الحزب عن استيراد المحروقات تدريجيا.كلام نصرالله الذي سيستكمل في اطلالة اخرى، كان بمثابة فتح لمسار الدعم الكامل للحكومة الجديد، وفي الوقت نفسه استكمال لمسار المواجهة الكبرى مع الولايات المتحدة الاميركية..