وزارة الخارجية ليست بخير

15 سبتمبر 2021
وزارة الخارجية ليست بخير

كتبت” الاخبار”: شهدت وزارة الخارجية أول من أمس حادثة قاسية، ليست منعزلة عن سياق له خلفيّاته السياسية والإدارية، وهو مستمر منذ سنوات عدة. لكن المشهد المسيء الذي تمثّل في لجوء عناصر أمنية وعسكرية الى استخدام العنف من أجل تنفيذ أوامر ذات طابع إداري، يعيد الى الأذهان الصورة القاسية التي طبعت وزارة الخارجية عندما لجأ الوزير السابق جبران باسيل إلى إدخال جهاز أمن الدولة إلى الوزارة، بحجة التحقيق في تسريبات لوثائق دبلوماسية.

ما حصل في وزارة الخارجية وما يحصل منذ سنوات عدة، يجعل هذه المؤسسة أمام خطر محدق. والتعديل الوحيد الذي يحتاج إليه الوزير الجديد عبد الله بوحبيب لأجل القيام بعمل منتج، هو المبادرة فوراً الى إعفاء أعضاء اللجنة الإدارية الثلاثية (الأمانة العامة، ومديرية الشؤون السياسية ومديرية الشؤون الإدارية) من مهامهم، والمبادرة الى توقيع تشكيلات تنقل جميع من يشغل هذه المديريات، أو حتى السفراء المكلفين بإدارة مديريات أخرى، الى العمل خارج لبنان، وهو موعد مستحق لهؤلاء، والمسارعة خلال أسابيع قليلة الى استدعاء فريق جديد من البعثات في الخارج لأجل تركيب فريق عمل يكون أكثر انسجاماً بالمعنى الوظيفي والمهني وبعيداً عن الحسابات ذات الخلفيات المتصلة بمصالح المرجعيات الطائفية أو السياسية القابضة على روح البلاد والعباد.
وزارة الخارجية ليست بخير. ما حصل أول من أمس من حادثة اعتداء على الأمين العام هو عمل شائن يجب إدانته، وترك الأمور على حالها مع أمين عام صار مصدر مشكلة لغالبية العاملين في الوزارة هو إهانة للجسم الإداري في الوزارة وفي الدولة أيضاً…