كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: واضح أنّ حكومة ميقاتي ليست حكومة الحل الكبير، بل هي حكومة تخفيف الوجع وإمرار الوقت في انتظار تسوية داخلية- إقليمية. لكن تخفيف الوجع، في بلدٍ منهار ومهترئ، يستلزم توفير جرعات الحدّ الأدنى من الدعم الدولي والعربي، أي رفع الحصار عن لبنان ضمن حدود معينة.
والرئيس ميقاتي نفسه، عند الإعلان عن ولادة الحكومة، أورد عنوان الإصلاح عرَضاً ضمن لائحة طويلة، ولم يجعل منه ركيزة حتمية لبناء العناوين الأخرى.
في عبارة أخرى، الإصلاح مؤجّل. ولن يخرج لبنان من النموذج الذي أوصله إلى الخراب: الدولارات لا تأتي من الخارج بالإنتاج، بل بتسوّل المساعدات والمزيد من الديون الواردة من المانحين العرب والأجانب والمؤسسات الدولية، من دون شفافية، والتي تُنهَب بغالبيتها.
ستكون حكومة ميقاتي أمام «حظّ» قبول المجتمع الدولي والعرب برفع حصارهم عن لبنان، و”السلام على الإصلاحات”. وسيكون الأمر رهناً بقرار واشنطن. وإذا صدرت الإشارات إلى الحلفاء بالتسهيل في 2021، كما صدرت بالتشدُّد في 2018، فستكون لدى حكومة ميقاتي فرصة الحصول على دولارات «طازجة». وسيعيد الخليجيون جميعاً فتح حنفية الدولارات، وتتحرَّر أموال «سيدر».هل المطلوب وقفُ الانهيار وتحضير العدّة لإعادة البناء؟ أم إنّ الحكومة هي حُقنةُ مخدِّر هدفها تخفيف الألم وكبح انهيار بدأ يتفلَّت من الضوابط؟ إنّها مسألة أيام أو أسابيع قليلة وتتَّضح الصورة.