تم في وزارة العمل اليوم التسليم والتسلم بين الوزيرة السابقة لميا يمين والوزير الحالي مصطفى بيرم.بداية تحدثت الوزيرة يمين، فقالت: “لن نتحدث عن إنجازات بل عن عمل يومي دؤوب، كانت المنفعة العامة والسعي الجدي للإصلاح واسترجاع ثقة الناس بالإدارة العامة من أهدافه الأساسية. اعتمدنا الشفافية المطلقة وعملنا بكل الإمكانات المتوافرة على الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهتنا وهي كثيرة.
نفذنا خلال هذه الفترة مجموعة من المشاريع الإصلاحية، أولها وضع رؤيا جديدة لوزارة العمل ضمن إستراتيجية متكاملة لإعادة هيكلة الوزارة وتفعيل دورها ومكننتها وتحديث إدارتها، من خلال برنامج الدعم التقني للحكومة اللبنانية الممول من الإتحاد الأوروبي، بالتعاون مع خبراء توصلوا إلى وضع مسودة لمشروع قانون ذات الصلة بات اليوم في عهدة مجلس الخدمة المدنية.
وفي ظل تقاعس الدولة عن تأمين الحماية الإجتماعية، أطلقنا نظام التأمين ضد البطالة أعده خبراء من منظمة العمل الدولية بالتعاون مع الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، راعى القواعد المعمول بها في العديد من الدول التي اعتمدت أنظمة مشابهة، يوفر رواتب شهرية لمدة محدودة للعاطلين عن العمل. وقد تقدمنا به كمشروع قانون بات في عهدة لجنة الصحة والعمل والشؤون الإجتماعية النيابية.
إضافة إلى ذلك أطلقنا بالتعاون مع منظمة الإسكوا دورات “كورسيرا” المجانية للتعلم عن بعد، استفاد منها حوالي 25000 شابا وشابة لبنانية طوروا مهاراتهم لتتلاءم مع متطلبات سوق العمل الجديد. وفي السياق نفسه، أطلقنا مشروع Lebanon Job Monitor وهو عبارة عن موقع إلكتروني يرصد الطلب على الوظائف والمهارات في لبنان وتسمح نتائجه بوضع سياسات جديدة لسوق العمل واتباع المناهج التعليمية الملائمة.أما على صعيد تنظيم العمالة الأجنبية وتكريس حقوق العمال فاتبعنا خارطة طريق لتفكيك نظام الكفالة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية والمديرية العامة للأمن العام فوضعنا مشروع قانون لإخضاع الخدمة المنزلية ضمن قانون العمل وأصدرنا العقد الموحد للعمال والعاملات في الخدمة المنزلية.أخيرا أرغب كوزيرة وامرأة تبوأت مركز قرار في الدولة اللبنانية في التعبير عن ثقتي بقدرات المرأة اللبنانية على إحداث تغيير حقيقي وإيجابي في محيطها. لقد سعيت بكل ما أوتيت من إرادة وتصميم لتقديم الدعم الفاعل للمرأة اللبنانية من خلال تعاوني مع فريق عملي الذي يتألف بمعظمه من النساء”.بيرمثم تحدث الوزير بيرم فرحب بداية بالحضور والاعلاميين” وقال : نحن سنبني على المدماك الذي وضعته الوزيرة، ولكن هناك أفكار جديدة سنتعاون لترجمتها وعلينا في هذه المرحلة أن نفكر خارج الأطر الضيقة، خارج الصندوق المقفل، خارج المسائل التي تكرر ذاتها.أضاف : سأكون للجميع وهذه الوزارة ستكون لكل اللبنانيين وسأعقد في القريب العاجل مؤتمرا صحافيا أشرح فيه استراتيجية العمل التي سنتعاون حولها مع الجميع، فنحن في مرحلة الأفق فيها مسدود وهناك حالة من اليأس لدى الناس، هذا اليأس الذي يلغي الهدفية والمعنى والمستقبل، لكن أن تحدث كوة في هذا الجدار فهذه مسألة مهمة جدا لأنه لا يمكن الاستمرار في الحياة ما لم نعيد الأمل”.وقال: اننا سنعمل على قاعدة “ما لا يدرك كله لا يترك جله” لأن المرحلة قصيرة وهناك أولويات بين الهام والعاجل وبين الهام وغير العاجل. ستؤخذ هذه الأمور في الاعتبار. إننا نمد أيدينا مع جميع الهيئات ، مع منظمتي العمل العربية والدولية، مع الاسكوا وغيرها من المؤسسات . وهنا أتوجه بكلمة للإدارة لأقول أنا لا أؤمن بمسألة الاسقاط في المظلة فانا ابن الادارة واحترم من هم في الادارة لجهة تجربتهم والاستفادة من خبراتهم وسأكون واياهم فريق عمل واحدا كل ضمن صلاحياته”.وتابع :”أنا أعتبر أن على الموظف أن يقوم بواجبه واذا تبين أنه هو من لا يريد ذلك يكون هو من أخرج نفسه من دائرة الثقة. علينا داخل الادارة احترام المواطن ومن يوجد داخل الادارة وفي المقابل ممنوع على أحد أن يتفاخر أمام من هم في الادارة فقطاف العمل لن يكون لي وحدي بل لي ولكم لأنه آن الاوان لهذا الوطن أن تكون فيه العقلية: ناجح.. ناجح، وكفى المعارك الخاسر.. خاس . فالناس يئست ولا تريد أي تنظير، والناس تريد عملا في الميدان وعلى كل الموظف ان يجد في المواطن الذي يأتي إليه لإنجاز معاملة أباه أو أمه أو أخاه وأن يتصرف على هذا الأساس وان يسهل أمره وأن يكون المواطن عزيزا مكرما والانجيل يقول :”من ثمارهم تعرفونهم” هذه هي النقطة الأساسية التي يجب أن تكون لدى الأنسان”.أضاف: سيكون أيضا من صلب عمل الوزارة التعاون مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والمؤسسة الوطنية للاستخدام ومجالس العمل التحكيمية والتفتيش المركزي وذلك لحماية العامل اللبناني وأن نفتح له أفقا في هذا المجال.أيضا هناك العمال الفلسطينيون الموجودون معنا. فقد آن الأوان أن نساعد في إزالة الغبن عنهم ومن غير المسموح أن يظلموا في أرضهم المحتلة التي طردوا منها وأن نظلمهم نحن هنا. فقد آن الأوان لنظرة إنسانية تجاه هذا الشعب.وأكد “أهمية التعاون مع منظمتي العمل العربية والدولية في قضية المسح الاحصائي للبطالة لأنه لا يوجد مسح دقيق. فهذه نقطة مركزية نعول عليهم بها في هذا المجال وكذلك مسألة التدريب والابحاث والمكننة والخبر الاعلامي الدقيق فنحن لا نريد أن نفتح “دكاكين” في هذه الوزارة. فالتوجهات الخاصة ليس لها علاقة بالعمل فهذا العمل توجهه للبنان لعمال لبنان وشعب لبنان. فنحن نستطيع التغيير بكل صدق ولكن بشرط النية فعندما تتوافر النيات الحسنة الكون يتعامل معك ويسخر لك القدرات لتحقيق أهدافك”.