شهد صيف 2021 عدة موجات حارة في لبنان والعالم وتميز أيضاً بعدد من الأعاصير التي تسببت بكوارث وفيضانات، ومع اقتراب موسمي الخريف والشتاء يتساءل اللبنانيون ماذا ينتظرهم على صعيد الطقس لاسيما مع أزمة المحروقات الحادة التي نعيشها والحديث عن رفع الدعم، فهل سيتمكن أهالي المناطق الجبلية من شراء المازوت للتدفئة؟
الأب ايلي خنيصر المتخصص بالأحوال الجوية فنّد بالتفصيل عبر “لبنان 24” ما ينتظرنا على صعيد الطقس في شتاء 2022.
خنيصر أشار إلى ان عام 2020 شهد 8 موجات حارة كان مصدرها شبه الجزيرة العربية سيطرت على أوروبا والحوض الشرقي للمتوسط ووصلت الحرارة في البقاع إلى 45 درجة لأكثر من مرة، ولكن هذه السنة السيناريو تغير فالموجات الحارة توجهت نحو المحيط الأطلسي ورفعت درجة حرارة مياه المحيط إلى 33 درجة ما ساهم بنسبة تبخر عالية وأدى إلى تشكل منخفضات وعواصف في المحيط دخلت أوروبا وتسببت بفيضانات توزعت بين فرنسا وألمانيا وبلجيكا واسبانيا واليونان واخترقت منطقة البحر الأسود وصولا إلى تركيا .
حاليا يتشكل العديد من الأعاصير وبلغ عددها حتى الآن 12 إعصارا، من بينها إعصار نيكولاس الذي يضرب تكساس وهو إعصار من الدرجة الأولى، وكان هناك الاعصار IDA الذي ضرب نيو اورلينز ولويزيانا وتوجه إلى ولاية نيويورك متسببا بكوارث وفيضانات.
ولفت خنيصر إلى انه من الملاحظ ان الكتل الحارة التي ضربت المحيط الأطلسي توجهت نحو غرينلاند التي تتميز بطقس قطبي وشهدت للمرة الأولى هذا العام هطول الأمطار.
وأوضح ان ارتفاع درجة الحرارة في المحيطات بما فيها المحيط الأطلسي يؤدي إلى نسبة تبخر عالية ما يتسبب بتشكل الأعاصير، وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة هذا العام في المحيطات ما ينذر بأننا سنشهد في الموسم المقبل أمطارا غزيرة.
كيف سيكون شتاء 2022؟
يقول خنيصر ان المحيط الأطلسي هو مصدرنا بالعواصف وبما انه كان ناشطا في أميركا وأوروبا سيغذي منطقة حوض المتوسط بالأمطار والعواصف.
وتابع: عام 2018 كان أفضل عام بالنسبة للبنان من ناحية الأمطار حيث وصلت إلى 1400 ملم ووصل ارتفاع الثلوج في منطقة الأرز إلى 35 م كانت وقتها درجة حرارة المحيط 32 درجة، أما السنة الحالية فدرجة حرارة المحيط سجلت 33 درجة ما يُنذر باحتمال ان يغذي المحيط الأطلسي بنسبة 90% مناطق جنوب أوروبا وشمال افريقيا والشرق الأوسط بالعواصف.
وأضاف: حاليا بدأنا نرى توسعا لنشاط الدائرة القطبية (القطب الشمالي) ونلاحظ انه في منتصف أيلول تشهد مناطق حوض البحر الأسود نزولا قطبيا مبكرا الأمر الذي تسبب بتساقط الثلوج على الجبال على ارتفاع 1300 متر الواقعة على حوض البحر الأسود ما يدل على ان شتاء باردا قد يطال أوروبا وشمال افريقيا وتركيا ولبنان وفلسطين وشمال مصر.
إذا قد يكون شتاء 2022 قاسيا وقارسا وغزير الأمطار نتيجة ارتفاع درجة حرارة المحيط الأطلسي خلال الصيف، كما يؤكد خنيصر الذي أمل ان تتوفر مادة المازوت ولاسيما لأهالي المناطق الجبلية لكي يتمكنوا من مواجهة البرد.
أما الطقس المتوقع في لبنان للفترة المقبلة فسيكون متقلبا خلال الأسبوع الحالي مع أمطار ساحلية، على ان تشهد المناطق الواقعة على الحوض الشرقي للمتوسط موجة حارة ما بين 20 و28 أيلول وستصل الحرارة على الساحل 32 درجة وفي البقاع ما بين 34 و35 درجة، وكما يُقال بين تشرين وتشرين صيف ثانٍ حيث سنرى موجات دافئة أخرى في هذه الفترة.