مشيخة العقل قد تفجّر أزمة في وجه جنبلاط

18 سبتمبر 2021

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: ابعد من مشكلة سياسية عابرة تلك التي تشهدها طائفة الموحدين الدروز على خلفية فوز شيخ عقل الطائفة الدرزية سامي ابي المنى بالتزكية حديثاً خلفاً للشيخ نعيم حسن الذي انتهت ولايته بعد 15 سنة من تبوئه هذا المنصب. تعدت المسألة كونها مجرد خلاف سياسي بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان، لتشهد الطائفة وللمرة الاولى ذاك الاختلاف في المواقف بين جنبلاط والهيئة الروحية المؤلفة من كبار المرجعيات الدينية في طائفة الموحدين الدروز يرأسها الشيخ ابو يوسف امين الصايغ وتضم اليه مشايخ من كافة المناطق ممن لهم الكلمة الفصل داخل الطائفة وبت شؤونها الدينية. المتعارف عليه درزياً ان هؤلاء، لا يتعاطون عادة الشأن السياسي ولا يقاربون شؤونهم من وجهة سياسية اللهم الا في حال وجود خطر يتهدد الطائفة فيكون لهم رأيهم بالتنسيق مع السياسيين في سبيل حمايتها والذود عنها وتوحيد صفوفها وقد سجل لهم تدخل مماثل في اعقاب احداث السابع من ايار حيث اعتبر الحدث آنذاك مفصلياً يستدعي تدخل الهيئة الدينية لتقوية موقف الطائفة والالتفاف حول زعيمها.

كان المتفق عليه شفهياً ان تعمد الهيئة الروحية الى تقديم مجموعة من الاسماء غير النافرة يتوافق الزعماء في الطائفة على احدها، ليكون خليفة لشيخ العقل بالتوافق بين القيادات السياسية بعد الوقوف على رأي الهيئة الروحية ليفاجأ الجميع بانقلاب جنبلاط على الاتفاق والتغريد خارج سرب الجميع.الخيارات صارت ضيقة فإما استقالة شيخ العقل المعين حديثاً او طلب موافقة ارسلان على توليه والاستغناء عن الشيخ ناصر الدين الغريب او من سيأتي بعده في سبيل توحيد المشيخة وهذا مستبعد بالنظر لتحميل ارسلان رئيس الاشتراكي مسؤولية تفويت الفرصة في توحيد مشيخة العقل، ما يعني ان الانقسام سيتكرس حكماً مع استمرار استياء الهيئة الروحية من تعمد تخطيها والضرب بعرض الحائط الوعود التي قطعت من اجل التوافق ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول وضعية جنبلاط المستقبلية داخل طائفته على ابواب الانتخابات النيابية وقد أصبح مكشوفاً دينياً وهو ما لا قدرة على تحمل تبعاته في ظل الظروف الراهنة.

المصدر:
غادة حلاوي – نداء الوطن