تحولت أزمة الكهرباء الى واحدة من أكبر الأزمات والمشاكل التي تعاني منها البلاد، وواحدة من أبرز العقبات أمام الحكومة الجديدة، لا سيما وان الانهيارات في الشبكة الكهربائية مستمرة، وباتت العتمة “صديقة ” المواطن.
وفي حين بدأت الدول الصديقة تسعى الى تأمين الفيول المطلوب سواء عبر الشحنات العراقية التي بدأت تصل تباعاً، او من خلال الشراكة التي تم توقيعها لاستجرار الغاز المصري الى لبنان عبر الاردن وسوريا، الاّ أن الأمر لا يزال قيد المعالجة، ولم يتم حتى الساعة الاستفادة من هذه الاتفاقية قبيل حلول موسم الشتاء، وبدء العام الدراسي.
هذه الاسئلة حملناها الى الباحث في مجال الطاقة في معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت مارك أيوب الذي أكد “أن أزمة الكهرباء باتت اليوم متصلة بالفيول وتوافره ، خصوصاً وان سلفة الـ200 مليون دولار التي أقرها مجلس النواب أخيراً، وقدمها مصرف لبنان، انتهت، وبالتالي فان التركيز اليوم هو فقط على الفيول العراقي، وهو ما يشكل بحدود 25 الى 30 في المئة من حاجة لبنان الاساسية الى الفيول لتشغيل المعامل”.
وتابع: “على سبيل المثال، اذا كان لبنان بحاجة الى 3 مليون طن من الفيول لتشغيل المعامل، فان الفيول العراقي سيكون قادراً على تأمين مليون طن كحد أقصى، وبالتالي فان ساعات التغذية المتوقعة ستبقى على ما هي عليه ،اي ما بين 7 الى 10 ساعات يومياً كحد أقصى، علما ان هذا المعدل لا يمكن الحصول عليه الا عند ازدياد كميات الفيول التي تصل الى لبنان تباعاً. والى حينه فان عملية التقنين مستمرة، بحدها الادنى، ما يؤثر بشكل سلبي على الشبكة التي ستعاني بشكل دائم ما يؤدي الى انهيارها او توقفها الدائم عن العمل”.
ورداً على سؤال عن امكانية ان يساعد الغاز المصري في تحسن الوضع، أكد أيوب” أن الغاز المصري بحاجة الى ما بين 3 الى 4 أشهر لكي يصل الى لبنان، وبالتالي فان الأمر لا يمكن التركيز عليه في الوقت الحاضر”..
وأكد أيوب أنه “اضافة الى كل هذه المشاكل، هناك عملية الصيانة وقطع الغيار التابعة للشركة والتي يصعب الحصول عليها في الوقت الراهن، هذا فضلا عن ان الصيانة للمعامل غائبة كلياً”.
وشدد أيوب “على أن وضع الكهرباء من الصعب أن يتحسن في الوقت الراهن”، لافتاً الى ان المطلوب اليوم” التوجه الى استجرار المزيد من الفيول لانتاج الطاقة بأقصى قدرتها، وفق العقد الموقع مع العراق”.
ودعا أيوب “الى البحث عن حلول أخرى لاستجرار الطاقة، في ظل وجود الحكومة، واستعداد الهيئات المانحة لتقديم المساعدة”، متمنياً “تعيين الهيئة الناظمة للكهرباء والتوجه الى بناء معملين جديدين والتوجه الى الطاقات المتجددة لخلق الطاقة، ما يشكل حلا دائماً ينجي البلاد من العتمة التي نحن فيها”.