بقيت شجرة الأرز اللبنانية الشهيرة لقرون راسخة بفخر على تلال هذه الدولة المتوسطية الصغيرة، إلا أن هذه الأشجار باتت تتعرض لتهديدات التغير المناخي إضافة إلى تحديات أخرى، وفق ما كتبت
صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية، التي اضافت”ان ارتفاع درجات الحرارة العالمية ادى إلى تعريض الكمية المتبقية من غابات الأرز، والتي تبلغ 17 كيلومتراً مربعاً، للخطر”.
وقال خبراء للصحيفة ” إنهم يتوقعون أن تشهد هذه البقعة مزيداً من الانخفاض”.
ورأت الدكتورة ماجدة بو داغر من جمعية جذور لبنان، وهي منظمة غير حكومية تعمل على ترميم الغابات اللبنانية، “أن التغير في درجات الحرارة يحول دون نشر الأشجار بذورها”.
وقالت: “ما يحدث على الارتفاعات المنخفضة من الغابة، هو أن درجة الحرارة لا تنخفض بما يكفي حتى يتمكن مخروط الصنوبر من فتح بذوره ونشرها. هذا يعني أن البذور تنبت داخل الكوز ولا تسقط أرضاً، ما يحول دون إنبات شجرات أرز جديدة”.
وأكدت” أن التغير المناخي يؤثر على كل الغابات وليس على غابات الأرز فقط. وتابعت قائلة: “إنه يؤثر على الحشرات في الأرض والطيور والحيوانات التي تنقل البذور، وهو ما يؤثر بدوره على التنوع البيولوجي بأكمله”.
قد يبدو أن كل شيء على ما يرام، إلا أن موت أشجار الأرز، بحسب أبو داغر، لن يكون مرئياً لعقود. وعند حلول ذلك، سيكون الوقت قد تأخر.
وقالت: “لن نتمكن من رؤية التأثير غداً. حين تنظر إلى الغابة، سترى أن الأشجار لا تزال خضراء وبحالة جيدة. إلا أنه وفي بعض الحالات، تجف الأوراق، خاصة إذا كانت الحشرات تتغذى منها”.
وتابعت: “لكن في الكثير من الحالات، هناك تغييرات مجهرية لا يمكنك رؤيتها بالعين المجردة. لن نشعر بخطرها إلا بعد 20 أو 30 عاماً، وعندها سيكون الوقت قد فات”.
ولا يشكل التغير المناخي التهديد الوحيد لاشجار الأرز، وانما الحرائق أيضاً هي وباء آخر عليها.
ففي شهر تشرين الأول من العام 2019، دمر أكثر من مئة حريق غابات الأرز. وهذا الصيف، اندلعت الحرائق في غابات في شمال لبنان ما أدى إلى تدمير المنازل والأراضي البرية، بما في ذلك غابات الأرز.