كتب الان سركيس في” نداء الوطن”: تؤكد المعلومات أن الإشمئزاز الخليجي من القادة اللبنانيين مستمرّ لكن الوضع في الأردن مختلف تماماً إذ إن عمان لا تريد التسليم بخسارة عاصمة عربية جديدة …
ومن هذا المنطلق يبدو موقف الملك الأردني حاسماً في دعم إستقرار لبنان ومنع إنهياره، وتبرز المساعدات الإنسانية المتواصلة من الأردن إلى الشعب اللبناني، لكن الأهم الموقف السياسي الواضح.
ولم يتأخر الأردن في تسهيل عملية مدّ لبنان بالكهرباء عبر أراضيه لأنه يعلم جيداً أن مسألة دخول صهاريج المازوت الإيرانية ليس موضوعاً إنسانياً أو إقتصادياً بل إنه سياسيّ بامتياز وهدفه تثبيت مواقع نفوذ إيرانية في بلد عربي، والتنمير على العرب والقول إنهم يتركون لبنان لقدره بينما تمدّ طهران يد العون له. لذلك فان عمان لا تقصّر في هذا المجال بل إنها تضغط من أجل المساعدة وإنتشال البلد من أزماته، على رغم أنها تعاني من مشاكل كثيرة وليس آخرها تفشّي وباء كورونا.
وكان الملك الأردني واضحاً في طلب مساعدة لبنان في المحافل الدولية، فهو صديق البريطانيين والأميركيين والدول النافذة، وقد قال في لقائه الأخير مع الرئيس الأميركي جو بايدن عبارة مهمة وهي: “لا تتركوا لبنان لقدره”، في دلالات على مدى الإهتمام الأردني بالملف اللبناني.
تترابط دول المنطقة مع بعضها البعض، من هنا فان أي نار قد تشتعل في لبنان نتيجة الأزمات المتلاحقة لن ترحم أحداً، لذلك فان عمان تنظر بعين الأمل إلى تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة لعلها تعيد التوازن السياسي إلى البلاد وتباشر باجراء الإصلاحات الضرورية ووقف مسلسل الإنهيار.
المصدر:
نداء الوطن – ألان سركيس