“بلد بلا طير ما فيها خير”.. أزمات لبنان أنقذت طيوره ونكبت صياديه

22 سبتمبر 2021
“بلد بلا طير ما فيها خير”.. أزمات لبنان أنقذت طيوره ونكبت صياديه

كتبت “نداء الوطن”: بعد مجازر حقيقية بحق الطيور وضعت لبنان في مصاف البلدان المعادية للبيئة وعرضت علاقاته مع البلدان الأوروبية للخطر يأتي هذا الخريف ليمحو اللطخة السوداء عن سجل الصيد في لبنان ويعيد الى الطيور العابرة والمقيمة موقعها في بيئة يتم التنكيل بها من كل الجهات. هواة الصيد وضعوا بنادقهم جانباً وترحموا على أيام ” الفشكة” ومشاوير الصيد بعد ان رماهم الغلاء بنار أسعار الخرطوش وسدت أزمة البنزين عليهم طرقات الصيد. غابوا فتنفست الطبيعة وحلّق الطير في فضائها وتناسل في أرضها. 
“وضع الصيد في لبنان في العامين المنصرمين كان مقبولاً على صعيد حماية الطبيعة والطيور يقول أدونيس الخطيب رئيس مركز الشرق الأوسط للصيد المستدام والمنسّق الميداني للصيد المسؤول في جمعية حماية الطبيعة في لبنان، فغلاء خرطوش الصيد مضافاً الى أزمة كورونا وأزمة النقل والمحروقات وصعوبة الوضع الاقتصادي عوامل ساعدت مجتمعة على الحد من العدائية تجاه الطير الى جانب حملات التوعية التي كانت مستمرة وخلقت وعياً لدى الناس كافة عن أهمية الطيور والطبيعة وضرورة التعاطي معهما بشكل مسؤول بعد أن تأكدت المقولة: “بلد بلا طير ما فيها خير”.

 
نتيجة ذلك لم نعد نشهد تضاؤلاً لأعداد الطيور بل على العكس صار الصيادون اليوم يرون طيوراً يشاهدونها للمرة الأولى بعد اختفائها من بيئتنا وقد رصد ماهر اسطا وهو احد الصيادين المسؤولين في البقاع الغربي نوعاً من طيور البلشون التي لم تكن تفقس محلياً و لكن بسبب الظروف وبنتيجة التوعية وحماية الطيور في منطقة البقاع الغربي استطاع ان “يفقس” في لبنان.في معادلات الصيد المستدام، يشرح الخطيب، يتم التفريق بين مفهومين مختلفين: الصياد والقوّاص، فالصياد بيئي ومسؤول بينما القواص يطلق النار على كل ما يطير ويتحرّك، وعدم التفريق بين الطريدة المسموح صيدها والطير الممنوع صيده. وثمة تعابير باتت اليوم متداولة هي: الصيد المسؤول المنسجم مع الطبيعة والصيد الجائر الذي يؤذي الطبيعة.”التوعية مهمة جداً في هذا الإطاريؤكد الخطيب ونحن نستخدم أساليب مبتكرة غير تقليدية تشد الناس أكثر ولا تقوم على إملاءات وشروحات جامدة. فلأول مرة في العالم أقمنا مسيرة للصيادين بكامل عدتهم على ممرات الهجرة التي تعتمدها الطيور في الخريف وتعبر خلالها من أوروبا الى أفريقيا، ثم في الربيع وهو موسم تكاثر الطيور أقمنا تحركاً آخر ومشينا في ممر هجرة الطيور بشكل معاكس اي من الجنوب الى الشمال مروراً بالبقاع الغربي ثم الهرمل فالضنية والكورة.