كتب طوني عيسى في “الجمهورية”: الخلاف الأميركي- الفرنسي في المحيطين الهادئ والهندي ستكون له انعكاساته على العلاقات بين الطرفين في مناطق أخرى، ومنها الشرق الأوسط. فهل يفكّر الأوروبيون، والفرنسيون خصوصاً، بالردّ على بايدن في الشرق الأوسط مثلاً؟
الخبراء يقولون: أساساً، تلتزم فرنسا سياسة متمايزة في ملفات الشرق الأوسط كلها: إيران، الخليج العربي، العراق، سوريا، لبنان والقضية الفلسطينية وسواها. وعندما دخل بايدن إلى البيت الأبيض، اعتقد كثيرون أنّ الهوامش مع الأوروبيين ستضيق. وهذا ما ظهر مثلاً في التنسيق الذي جرى بين واشنطن وباريس في الملف اللبناني، ونجح أخيراً في إنتاج تسوية ظرفية وحكومة «أمر واقع».
ويعتقد البعض، أنّ ماكرون سيحاول أن «ينتقم» من الحليف الأميركي بالذهاب إلى المزيد من التفاهمات مع الإيرانيين أو بإقامة روابط أقوى مع الصينيين، ما ينعكس تغييراً في خريطة التحالفات الإقليمية. فهل هذا التوقُّع في محله؟
ممكن، يقول الخبراء. لكن هناك فارقاً شاسعاً في القدرات بين الطرفين. فالولايات المتحدة تمتلك أوراقاً قوية وتقيم تحالفات مع القوى الأوسع نفوذاً في الشرق الأوسط، وقد لا يكون واقعياً لماكرون أن يخوض غمار التحدّي المفتوح في وجهها.
ولكن، يمكن لفرنسا أن تبادر في ملفات معينة أو «تزعج» الأميركيين في ملفات أخرى. فهل يكون لبنان واحداً منها؟ وهل ستكون لذلك انعكاسات على التسوية؟