أمام القوى السياسية فرصة ثمينة لتصحيح صورتها المشوهة

24 سبتمبر 2021
أمام القوى السياسية فرصة ثمينة لتصحيح صورتها المشوهة

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

البداية من لبنان الذي حدث فيه ما كان متوقعا من نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي بناء على بيانها الوزاري بما يجعل الحكومة في مواجهة امتحان عسير أمام اللبنانيين الذين يعانون على الصعيدين المعيشي والحياتي، وينتظرون المعالجة السريعة لأزماتهم الملحة.أضاف فضل الله :”إننا نخشى مع اللبنانيين أن تكون هذه الصورة التي رأيناها في جلسة الثقة ومشهد القلوب “المليانة” من بعضها البعض هي التي ستشهدها أروقة مجلس الوزراء وتؤثر على أداء الحكومة، وأن تكرر هذه الحكومة ما عهدناه من توقف الكثير من المشاريع الضرورية للبلد بسبب المشاحنات فيما بين مكوناتها.

إننا ننتظر من القوى السياسية أن تكون بمقدار آمال المواطنين بأن تراجع أداءها وتسارع إلى تقديم إنموذج من العمل السياسي وفي التعامل مع كل الملفات المطروحة بعيدا عن المماحكات والمناكفات والمحاصصات والحسابات الفئوية الخاصة والتي أوصلت اللبنانيين إلى هذا الدرك الذي وصلوا إليه”.واردف:” إننا قلناها سابقا ونقولها اليوم: إن أمام القوى السياسية فرصة ثمينة لتصحيح صورتها التي تشوهت في أذهان اللبنانيين، لا سيما إنها قادمة على امتحان الانتخابات الذي قد يكون عسيرا عليها إن بقيت على الصورة التي هي عليها، وهم ينتظرون منها أفعالا لا أقوالا، وأعمالا لا وعودا، وشد عصبهم لن يكون باستنفار غرائزهم الطائفية والمذهبية، بقدر ما يكون بمبادرات يقدمون بها حلولا للأزمات التي يعانون منها أو على الأقل التخفيف منها”.وقال: “في هذا الوقت، نريد للحكومة أن تسارع الخطوات في تعزيز علاقات لبنان مع محيطه العربي والإسلامي وكل الدول التي تريد خيرا لهذا البلد، بأن تزيل أجواء التوتر الموجودة وتمحو من الأذهان الصورة المشوهة عن هذا البلد بسبب الفساد والهدر والتي جعلت البعض لا يقدم المساعدات للدولة اللبنانية لعدم الوثوق بها، بل لأطراف أخرى من الداخل من جمعيات أو مؤسسات أو تباشر ذلك بنفسها.. في بلد يحتاج إلى مساعدات للنهوض بواقعه على كل الصعد وإلى أن يتحقق ذلك وتقوم الدولة بدورها، فإننا ندعو اللبنانيين إلى مزيد من التضامن والتكافل والتعاون لسد احتياجاتهم سواء على صعيد الغذاء أو الكهرباء والدواء أو النقل أو الاستشفاء أو غير ذلك.. ونحن نعتقد أنه بهذا التعاون يمكنهم أن يحلوا الكثير من مشاكلهم”.ونصل إلى موضوع ترسيم الحدود الذي بات على نار حامية من خلال إعلان العدو إفساح المجال لشركة أميركية للتنقيب في المناطق المتنازع عليها والتي يعتبرها لبنان ضمن نطاقه السيادي، لنؤكد على وحدة الموقف اللبناني في مواجهة العدو وعدم السماح للمشاكل الداخلية أن تكون سببا في استضعاف العدو للبنانيين، فالتنازل عن جزء قليل من الحقوق يدفع للتنازل عن الكثير وهو ما يعلنه الجميع، وهو ما ندعو للثبات عليه في مواجهة أطماع العدو وأهدافه”.