لبنان على لائحة انتظار تسوية شاملة والاقتصاد التحدي الابرز

28 سبتمبر 2021
لبنان على لائحة انتظار تسوية شاملة والاقتصاد التحدي الابرز

ثمة رأي قائل بأن محور إيران وحلفائها  يستكمل انتصاره العسكري والسياسي بالإطار  الاقتصادي في لبنان  عبر قوافل الوقود الايراني بشاحنات سورية وتوزيع حزب الله ، فيما تدحض وجهة نظر أخرى هذه النظرية في ظل استعداد لبنان للمباشرة بمفاوضات مع  صندوق النقد الدولي وعدد من الجهات   الأخرى في شأن خطة التعافي الاقتصادي.

في البعد الإقليمي، تخوض إيران نفسها جولات تفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية ،في حين بدأت سوريا بعد الانتخابات الرئاسية  الاستعدادات من أجل العودة لجامعة الدول العربية حيث لا يمكن التكهن بمدى تطلعات الرئيس بشار الأسد في المرحلة المقبل.
وضع لبنان يشبه إلى حد بعيد حالة الراكب الذي حزم حقائبه وجلس  على الرصيف بإنتظار  القطار الذي سيقله إلى وجهة لا يعرفها كونه مسلوب الإرادة، فضلا عن كون الوسط السياسي يترقب تسوية إقليمية ودولية شاملة تشكل سوريا العنوان  الأساسي لها ، وهذا الامر قد يتطلب وقتا وقد لا يتوافق مع حدة الازمة في لبنان.

اما في البعد المحلي ، فقد حدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي موقفه بوضوح تام خلال اطلالته الأخيرة قائلا “نحنُ في وطن مستقل يتمتع  بالسيادة وعربي الهوية، ولا أسمح أن يكون منصة ضد إخواننا العرب بأي شكل من الاشكال، ويجب أن ينأى بنفسه عن الخلافات ويبني  علاقات جيدة مع المجتمع الدولي والبلدان العربية”.
كما أن تحديد موعد الانتخابات النيابية في 27 آذار المقبل  رغم كل التجاذب المحتمل حول اقتراع المغتربين والبنود الأخرى في قانون الانتخابات،  من شأنه الركون إلى خيارات الناس في اختيار ممثليهم و بالتالي  تأمين إجماع سياسي حول خطة التعافي الاقتصادي وتقديم إصلاحات حقيقية وجدية. في ظل  ما يجري، يؤكد خبير اقتصادي بأن الرابط المشترك بين  إيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وغيرها يكمن في حدة الازمات  الاقتصادية التي تعيشها هذه البلدان، فبالتالي لا يمكن التأسيس على عوامل ايدولوجية بحتة وفرض  تكامل اقتصادي، خصوصا وان الوقود الايراني وربما منتجات أخرى تدخل إلى لبنان بطريقة غير شرعية ولا يمكن تضخيم إرسال مساعدات عينية كونها مؤشرات اقتصادية يمكن البناء عليها.من المؤكد بأن التحدي الابرز في لبنان يكمن في الاقتصاد الذي شهد انهيارات دراماتيكية و ينبغي وقف التدهور فورا والانصراف الى معالجة خارج المنطق السابق، وهذا يشترط ،وفق الخبراء، إقرار خطوات وإجراءات مؤلمة شعبيا كما يتطلب تضامنا سياسيا و شعبيا ، ويمكن الاستشعار بأن الحد الأدنى من هذه المتطلبات غير متوافر طالما ان مجمل الأطراف السياسية تحشد قواها وقدراتها صوب الحملات الانتخابية.