كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: يشعر وليد جنبلاط بأنّه يتعرّض لهجمة مركزة شرسة، عبّر عنها عبر توصيف “التهديد والوعيد”، ولم يتردّد في اتهام “محور الممانعة” بالوقوف وراء هذه الحملة التي تشنّ عليه بعناوين مختلفة وعبر وسائل متنوعة، ما دفع به إلى وضع الإصبع على الجرح، وكأنّه يقول لمن يتهمهم بـ”التحريض” عليه، إنّ الرسالة وصلت، وفُهم فحواها!
في الفترة الأخيرة، وتحديداً منذ قرر جنبلاط الترويج لحكومة تفاهمية تعيد بعض الاستقرار السياسي إلى المشهد الداخلي، يحاول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي التخفف قدر المستطاع من العناوين الخلافية. حاول النأي بنفسه وبناسه عن خطوط الاشتباك مع مختلف الأطراف السياسية، فكان أكثر من تخلى عن المطالب الوزارية، كما يقول المطلعون على موقفه، من باب تسهيل ولادة الحكومة وإفساح المجال أمام المبادرة الفرنسية كي تبصر النور وتتحول من ورقة إلى أفعال تنفيذية. مدّ يد التعاون مع رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري كي يتمكن الأخير من العودة إلى السراي الحكومي، ولو أنّ بعض الالتباسات سادت العلاقة الثنائية في بعض المحطات.
تمكن جنبلاط في المرحلة الأخيرة من إمساك العصا من وسطها لإدراكه ربما أنّها مرحلة التحولات الكبرى في المنطقة، ولا بدّ بالتالي من تهدئة اللعب على كل الجبهات، ولاقتناعه أنّ الرمال اللبنانية قد تبتلع كل من يحاول التصدي لها عنوة فقرر مواجهة العواصف على طريقة “إحناء الرأس”…هذه الوضعية “المريحة” نسبياً، تشكل وفق المطلعين على موقف جنبلاط، عامل قلق إزاءه بالنسبة لخصومه، خصوصاً وأن سلوكه لا يظهر بأنه مغلوب على أمره، لا بل يتصرف بكثير من الاستقلالية والهامش الواسع. وقد تكون هذه الرسائل تهدف إلى تضييق هذا الهامش عشية الدخول في مدار الانتخابات النيابية وسط غموض يلفّ سلوك الحزب التقدمي التحالفي في هذا الاستحقاق، ما يدفع بخصومه إلى البحث عن إجابات عن بعض الأسئلة، ولكن من دون جدوى