إفتتحت الجامعة الأنطونية “Antonine University-UA” عامها الدراسي بقداس في “كنيسة سيدة الزروع” في الحرم الجامعي الرئيسي في الحدت – بعبدا، ترأسه رئيس الجامعة الأب ميشال جلخ، وشارك فيه الآباء نواب الرئيس وعمداء ومديرو الكليات والأساتذة والموظفون الإداريون والطلاب وخدمه طلاب العمل الرعوي الجامعي.
وخلال العظة، أكد الأب جلخ أن “لقاء افتتاح السنة حول كلمة الرب والقربان المقدس، هو ربما من أهدأ اللقاءات في خلال السنة الأكاديمية، حيث نستودع الرب همومنا وأفراحنا، نجاحاتنا وإخفاقاتنا”، مشيرا الى أن “الحالة الاستثنائية والحساسة التي نعيشها منذ سنتين أثرت في حياتنا”، مذكرا ب”أهمية التكاتف والتعاضد والتواصل في هذه المرحلة”، وقال: “الوقت لا يسمح بالتوقف عند الأمور الصغيرة، فالوقت الآن هو لكي نحمي بعضنا ونبعد عنا كل انقسام أو ضغينة أو غضب، وليس لدينا الترف لكي نتناحر على تفاهات وأمور سطحية”.
أضاف: “لا أحد منا ينكر أننا نعيش في مصيبة وفي ضيق قاس وفي شدة ما بعدها شدة، في الجامعة وأسرنا ومجتمعنا ووطننا. ولكن الويل لنا إن لم تجمعنا الشدة. فهل ما نزال نعيش حالة نكران في ما نحن عليه ونظن أنفسنا أقوياء؟ أليس هذا هو الوقت الملائم لكي نتحد حتى ننجو معا؟ ألم نتعلم في لبنان أنه ليس باستهداف المتمايز عنا وإلغائه يمكننا أن نعيش؟ ألا يمكننا أن نطلب معا الشفاء من الذي يصيبنا، كما فعل البرص العشرة؟ ولنا بجائحة كورونا والوضع الاقتصادي أفضل مثل على ذلك”.ورأى الأب جلخ أنه “من الصعب أن نجد وقتا أفضل من الوقت الراهن لنتقارب ونتعارف ونربح معا. ألم يحن الوقت لنوقف الحملات بوجه بعضنا في حال أردنا أن نعيش كلنا في هذا البلد؟ هل تستحق الانتخابات كل هذا الانقسام والضغينة والعداوة؟ ألم نتعلم أنه ليس بالعدد نستطيع أن نفرض أنفسنا على الآخرين؟”.وتابع: “ليس افتخارنا بتاريخنا وبقوانا وعظمتنا ما سيجمعنا، بل اعترافنا بخطيئتنا تجاه الآخرين وبضعفنا ووهننا، ومراجعة تاريخنا ومعرفة أخطائنا بدل الافتخار به، وتمييز ما هو جميل عند الآخر المختلف، والنظر إلى الآخر من وجهة نظره ومنطقه وتاريخه هو. هذا ما يجمعنا وهذا ما يبني عائلة وجامعة ومجتمعا ووطنا”.واشار الى أن “التحدي الكبير ليس أن أبكي ضحايا جماعتي وطائفتي وحزبي ومنطقتي وعشيرتي، بل أن أبكي ضحايا وشهداء وجماعة وحزب وطائفة الآخرين المختلفين عني”، وقال: “كونوا معا قوة وتوجهوا بصوت واحد إلى يسوع من أجل الشفاء. إن توصلنا إلى أن نرى الآخر كما يرى هو نفسه، نكون قد خطونا خطوة عملاقة في طريق العيش معا بسلام”.ورأى أنه “لا يمكن أن نتجمد في أفكارنا ورؤيتنا ومنطقنا ونشفى، لا يمكننا أن نكون متحجرين ونطلب من الآخرين أن يكونوا مثلنا ويفكروا مثلنا ويعملوا مثلنا. ليست القضية قضية من على حق ومن ليس على حق، وليست كل الأمور تسير بهذه الطريقة. فالقضية ليست من الغالب ومن المغلوب، بل العمل والسير جنبا إلى جنب صوب هدف أن نعيش معا وأن نختار الحياة بجمالها وفرحها برونقها وسحرها”.واشار الاب جلخ الى أن “القداس شكل أيضا فرصة لتكريم ذكرى الأحباء الذين رحلوا، خصوصا الذين فقدوا حياتهم أثناء جائحة كورونا”، مستذكرا بعض أفراد الجامعة “ممن خطفهم الموت، لا سيما الطالب إيليو أبي خليل”، مقدما القداس لراحة أنفسهم.