كتب جورج شاهين في” الجمهورية: الجدل الدائر اليوم لم يعد يتوقف عند مصير الغاز المصري، فهو بات على قاب قوسين أو أدنى، في انتظار توفير التمويل عبر البنك الدولي كما وعدت واشنطن بذلك، والتفاهم على مجموعة البروتوكولات التي ستكون مدار بحث بين وزير الطاقة اللبناني ونظيريه المصري والاردني مطلع الاسبوع المقبل، قبل العودة الى اللقاء الرباعي الذي سيعلن عن ساعة الصفر لوصول الغاز، وهو امر مرتقب في غضون أسابيع. لكن ما يجب التوقف عنده، يتركّز حول محاولات قوى مختلفة لاستغلال المشروع، من أجل تبرير مواقفه الداعية الى تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا، والإيحاء انّ العقوبات عليها باتت على مسافة قصيرة من سقوطها النهائي.
ومن هذه النقطة بالذات، فقد جدّدت السفيرة الاميركية في جولتها الاخيرة التي لم تستثنِ احداً، من رئيس الحكومة الى مجموعة الوزراء المعنيين بالملف وصولاً الى لقائها امس مع وزير الطاقة، التأكيد انّ العقوبات على سوريا لم ولن تخرج عن مشروع الغاز وحسب. وإنّ التوسع في تحليل هذه الخطوات لن يفيد قبل تقدّم التسوية السياسية في سوريا، وهي عملية ما زالت بعيدة المدى. وانّ المفاوضات الجارية على أكثر من مستوى لم تصل بعد الى مبتغاها، في انتظار مزيد من المشاورات مع روسيا، والتي ستكون في نهاية المساعي الروسية التي شملت قبل ايام تركيا بعد لقاء القمة الروسي ـ السوري، ليتسنّى بعد كل هذه المحطات الحديث عن متغيّرات كبرى تعيد النظر في المشهد السوري الحالي.
وإلى تلك المرحلة، وطالما انّ اللبنانيين يهوون الجدل البيزنطي، فإنّ البعض سيستمر في الاعتقاد انّ العالم يتحرك في مداره، وهو أمر دون وقفه معوقات كثيرة، الى ان يقضي الله امراً كان مفعولاً.