تبادل مصالح بين “حزب الله” والفرنسيين!

4 أكتوبر 2021
تبادل مصالح بين “حزب الله” والفرنسيين!

لم يكن تفصيلاً جلوس رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد الى جانب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارته الاخيرة الى لبنان خلال لقائه بالقوى السياسية اللبنانية، فالحزب المصنف على لوائح الارهاب الاوروبية بات يحظى بإعتراف دولي واضح.

لكن لقاء رعد – ماكرون والذي سبقه لقاء ثنائي لم يكن نهاية الحكاية، بل بداية مسار ايجابي للعلاقة الفرنسية بحزب الله، تحت عنوان” ادارة الانهيار في لبنان والتقليل من الخسائر الحاصلة على مختلف المستويات الاقتصادية والمعيشية”.في الواقع يبدو ان هناك تقاطعات مهمة بين الحزب والفرنسيين، اذ ان الايجابية التي امتدت الى العراق عبر استثمار اقتصادي فرنسي كبير لم تحظ بالكثير من الاعجاب الاميركي، ومع ذلك فهي مستمرة بحسب ما تؤكد مصادر متابعة لتفاصيل الملف.

ووفق بعض المراقبين فان” باريس تريد من “حزب الله” قبولا جديا بنفوذها ومصالحها في لبنان، وهذا ما لا يمانعه الحزب لانه يدرك ان فرنسا “ستأكل” من الصحن الاميركي الغربي على الساحة اللبنانية، اي انها ستبني نفوذها في ساحات ومجالات هي في الاصل خارج قدرة الحزب وسيطرته”.ويضيف المراقبون ان “الفرنسيين يرغبون في ان يكون لبنان بابا لهم الى الشرق، الى الصين وايران تحديدا ، اضافة الى تحويله قاعدة سياسية للعودة الى ساحات المنطقة مثل سوريا والخليج وغيرها، وهذا لا يمكن ان يحصل الا من خلال الاستقرار السياسي في لبنان”.يتجاوب “حزب الله” مع الفرنسيين ويحاول تقديم إلتزامات مرتبطة بالساحة اللبنانية تحت سقف مصالحه الكبرى وحضوره والتوازنات السياسية التي يتمسك بها، لكن كل هذه التسهيلات لا بد ان يكون لها ثمن يدفع من الجانب الفرنسي، بحسب المحللين، الذين يعتبرون” ان ما يريده الحزب من باريس لا يقتصر على الشرعية التي منحته إياها فرنسا طوال الاشهر الماضية من خلال خطوات مرتبطة بزيارة الضاحية ولقاء مسؤولين حزبيين في الجنوب وبيروت، بل ان الحزب يصر على التعاطي مع باريس بمعزل المواقف الاميركية ويعمل على فصل الساحة اللبنانية عن ساحات المنطقة”.ويبدو، بحسب المحللين انفسهم، ان الحزب يريد ان يرسم التسوية مع فرنسا حول الساحة اللبنانية من دون ربطها بتطورات الاقليم، ما يعني ان انعكاس توازنات القوة في الداخل اللبناني هو الذي يحدد شكل التوافقات المستقبلية”.لكن السؤال المطروح هل تستطيع باريس تقديم مثل هذا الامر لحزب الله خصوصا ان نفوذ الاميركيين في لبنان هو الاقوى وليس سهلا على فرنسا او اي دولة اخرى تجاوز الموقف الاميركي خمن اي تسوية كبرى؟