انشغل اللبنانيون، يوم الاثنين، بخبر نيل البروفيسور أردم باتابوتيان، المولود في بيروت سنة 1967، جائزة نوبل في مجال الطب لهذا العام إلى جانب زميل آخر له.وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي التعليقات التي أعرب أصحابها عن فرحهم بخبر الفوز بالجائزة في أصعب الظروف التي يعيشها لبنان معبرين عن بريق أمل وسط الظلام الدامس الذي يلف بلدهم.
وبينما توقع كثيرون أن تذهب الجائزة إلى واحد على الأقل من مطوري لقاح كوفيد-19، صرح توماس بيرلمان من لجنة نوبل في إعلان الجائزة، أن كلا من الطبيبين يوليوس وباتابوتيان قد “فتحا أحد أسرار الطبيعة”.وفاز العالم الأميركي، اللبناني الأرمني الأصل، باتابوتيان وزميله الأميركي ديفيد يوليوس بجائزة نوبل للطب لعام 2021 عن اكتشافاتهما في مجال مستقبلات الحرارة واللمس.كيف عرف بفوزه؟
وفق معلومات حصلت عليها موقع “سكاي نيوز عربية”، فقد كان باتابوتيان يُشغّل وضع “عدم الإزعاج”، للحدّ من المقاطعات على هاتفه عندما حاولت اللجنة المسؤولة عن جائزة “نوبل” في ستوكهولم الاتصال به، لكنه تلقى الخبر من والده مع بدء المؤتمر الصحفي الذي تابعه وهو جالس في السرير مع ابنه لوكا، قبل أن يجري مكالمة قصيرة مع كبير الموظفين العلميين في “نوبل”، آدم سميث، بعد لحظات من الإعلان عن نيله الجائزة مع زميله، شارحا تفاصيل ما توصلت إليه أبحاثهما، قائلا “في العلم، في كثير من الأحيان، ما نعتبره من المسلّمات يكون بالغ الأهمية”.وبحسب مدير العلاقات العامة والإعلام في الجامعة الأميركية في بيروت سيمون كشار، فإن باتابوتيان، أستاذ علم الأعصاب في معهد سكريبس للأبحاث في كاليفورنيا، درس في الجامعة الأميركية في لبنان خلال العام الدراسي 1985-1986 تخصص الكيمياء، مضيفا في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، بأن الجامعة ستصدر بيانا تشرح فيه فوز تلميذ سابق فيها بجائزة نوبل.وأشارت مصادر لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن باتابوتيان ولد في بيروت، ويتحدث باعتزاز عن رحلاته إلى البحر الأبيض المتوسط والجبال المشجرة المحيطة ببيروت، و”الحرم الجامعي الجميل للجامعة الأميركية في لبنان”.وبحسب ما ذكرت المصادر فإن تصعيد النزاع خلال الحرب الأهلية اللبنانية أدى إلى القبض على باتابوتيان، واحتجازه من قبل مسلحين ليهاجر بعدها إلى لوس أنجلوس بعد بضعة أشهر.وسبق لباتابوتيان قبل فوزه بجائزة نوبل أن نال مع زميله يوليوس جائزة كافلي في علم الأعصاب، كما حظي بجائزة Rosenstiel سنة 2019 مناصفة مع أحد العلماء “للعمل المتميز في البحوث الطبية الأساسية”.وتعليقا على فوز باتابوتيان بجائزة “نوبل”، قال الإعلامي ريكاردو كرم لموقع “سكاي نيوز عربية”: “معظمنا في لبنان لا يعرفه لكنه شرف عظيم لنا وللجميع في أحلك الأيام التي نشهدها”.وغرد كرم على صفحاته بمواقع التواصل قائلا: ” اللبناني-الأرمني-الأميركي أرديم باتابوتيان يحصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب. إنه فخر كبير”.وقالت مصادر مقربة من أهل الفائز بالجائزة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن باتابوتيان هاجر من بيروت مع ذويه، وكان يقطن في منطقة الزيدانية – الظريف، القريبة من شارع الحمرا حيث يقع مقر الجامعة الأميركية في بيروت.من هو باتابوتيان؟الفائز اللبناني الأرمني الأميركي هو أستاذ في معهد هوارد هيوز الطبي قسم علم الأعصاب جامعة كاليفورنيا ومختبر التعيينات المشتركة للبحوث سكريبس، وأستاذ بمركز دوريس لعلوم الأعصاب.شغل مناصب عدة في الولايات المتحدة منها عضو هيئة التدريس والإشراف على برنامج الدراسات العليا، ونال درجة الدكتوراه في علم الأحياء من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عام 1996.كذلك شغل منصب أستاذ علم الأعصاب الجزيئي والخلوي(MCN) ، أبحاث سكريبس وأستاذ بيولوجيا الخلية.وفي عام 2005 كان رئيسا لقسم علم الأعصاب بمعهد علم الجينوم التابع لمؤسسة أبحاث “نوفارتيس”.واستخدم باتابوتيان خلايا حساسة للضغط من أجل اكتشاف فئة جديدة من المستقبلات، تتفاعل مع المحفزات الميكانيكية في الجلد والأعضاء الداخلية.جدير بالذكر أن جائزة نوبل للطب منحت في العام الماضي إلى ثلاثة علماء فيروسات، تقديرا لبحث مرتبط بفيروس التهاب الكبد الوبائي.