ميقاتي عصيّ على “التحجيم” و”نداء الوطن” تسقط في امتحان الصدقية

6 أكتوبر 2021
ميقاتي عصيّ على “التحجيم” و”نداء الوطن” تسقط في امتحان الصدقية

عندما قَبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مهمة تشكيل الحكومة، كان يدرك سلفا حجم التحديات والعقبات التي سيواجهها، وانه سيكون عرضة لمزايدات ولحملات من هنا وهناك، ومن الاقربين قبل الابعدين وهو الذي خبرها في التجربتين الحكوميتين السابقتين اللتين خاضهما ونقل فيهما الوطن من ضفة الانقسام الى الضفة التي تؤدي الى سلوك طريق التعافي.ولا تزال الحملات التي تعرض لها ماثلة في الاذهان قبل ان يتحوّل  مطلقوها الى اكثر الداعمين له والمؤيدين للنهج الذي اتبعه في حماية الوطن،والنأي به عن خلافات المنطقة ونيرانها.
وفي التجربة الثالثة لبّى النداء وباشر مهمته بحنكة ومرونة، بالتعاون الكامل  مع رئيس الجمهورية ميشال عون، انطلاقا من الصلاحيات الواضحة دستوريا ، ومن القناعات الوطنية والشخصية التي جعلته على الدوام ينادي بالتمسك باحكام الدستور وبالصلاحيات الدستورية ، في زمن كانت فيه”التسويات”هي الغالبة، مطلقا ذات يوم صرخته الشهيرة” كفى”.
اما المثير للاستغراب فهو مثابرة  منابر اعلامية، منها صحيفة ” نداء الوطن” التي يفترض انها تتحلى بالموضوعية والمهنية  في مقاربة المواضيع المطروحة، على التصويب المباشر  يوميا على رئيس الحكومة، بطريقة غير منطقية، وصلت اليوم الى حد تحوّل كاتب المانشيت الى “عالم فراسة” يحلل صورة من اجتماع رئيسي الجمهورية والحكومة امس “مسقطا” عليها تفسيرات غير صحيحة، وغير موجودة الا في خياله .
ويبدو ان القيمين على الصحيفة، إما مقتنعين بفتح صدر الصحيفة للكتابات المعروفة الاهداف والمصدر، وإما هم غير قادرين على ضبط مَنْ يتبع نهج ” العصّي” على الكتابة الموضوعية.
وفي الحالتين فان الخاسر الاكبر هي الصحيفة نفسها التي يدفعها البعض الى السقوط  المتكرر  في امتحان الموضوعية  والصدقية.
اما رئيس الحكومة، الذي قبل مهمة انقاذية تلبية لنداء وطن وشعب، فهو بالتأكيد يعمل وفق صلاحياته وقناعاته ولا يتنازل عنهما لاي كان، وبالتأكيد فهو  عصيّ على “التحجيم”.