“فوبيا النيترات” تضرب اللبنانيين وسؤال واحد يتردد على الالسنة

6 أكتوبر 2021
“فوبيا النيترات” تضرب اللبنانيين وسؤال واحد يتردد على الالسنة

هي “فوبيا جَماعية” تضرب البلاد بطولها وعرضها يمكن أن يُطلِق عليها اللبنانيون “فوبيا النيترات”، وهو مصطلح من المرجح أن يدخل موسوعة أنواع الفوبيا العالمية المعروفة في علم النفس والتي يقارب عددها حوالي ٢٥٠ نوعاً.
الأمر “مش مزحة”، فأمس عثر الجيش في محطة للمحروقات في بلدة عرسال على ٢٨ ألف كيلوغرام من هذه المادة التي هي عبارة عن حبيبات بيضاء عديمة الرائحة تشبه الملح، موضوعة في أكياس مدوّن عليها أن نسبة الآزوت فيها هي ٢٦%، فصادرها وأوقف أربعة أشخاص رهن التحقيق.
قبلها بأسبوع، هرولت وسائل الإعلام الى بلدة إيعات في البقاع الشمالي لتغطية حدث العثور على شاحنة محمّلة بعشرين طناً من نيترات الأمونيوم موضوعة في أكياس جديدة غير تلك التي تخرج من مصانع إنتاجها، ومدوّن عليها أن نسبة الآزوت فيها هي ٣٤،٧%، لتثبت التحاليل التي أجريت لاحقاً أنها من نفس المادة التي انفجرت في العنبر رقم ١٢ في المرفأ، والتحقيقات جارية مع عدد من الموقوفين أمام القضاء العسكري لمعرفة مصدر هذه الأطنان ووجهة استخدامها، وصولاً الى تحديد بلد المنشأ.
قبلها وفي حادثة مشابهة، وبناء على طلب من مفرزة جمارك بيروت، قام فوج الهندسة في الجيش بالكشف على أربعة مستوعبات في بورة الحجز التابعة للجمارك خارج حرم المرفأ بالقرب من المدخل رقم ٩، ليتم الكشف على كمية قُدّرت ب ٤ أطنان و٣٥٠ كيلوغرام من المادة “اللعينة” عينها أي نيترات الأمونيوم، فهل من “link” أي رابط بين هذه الإكتشافات المتنقلة ومخزون ما انفجر في مرفأ بيروت في الرابع من آب ٢٠٢٠، وهل تدخل هذه المواد التي هي في الأساس للإستخدام التجاري والزراعي الى لبنان عبر التهريب أم عبر المعابر الشرعية، والسؤال البديهي اذا كانت الصدفة المشؤومة قد أدّت الى انفجار ما بقي من ٢٧٥٠ طناً من النيترات في المرفأ، فهل بات على اللبناني أن يتعايش مع “مرض الرهاب” من تكرار كارثة المرفأ في أي لحظة وفي أي مكان؟
 أما السؤال الأهم الذي من المرجح أن يبقى من دون إجابة واضحة فهو مَن أدخل ولا يزال يُدخل “نيترات الموت” الى لبنان، ومَن يقرر الوجهة التي يراد لها أن تذهب اليها لا الى حيث يجب أن تذهب؟

المصدر:
لبنان 24