من الواضح ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تقصد امس ان يقوم بإطلالة اعلامية تسبق ذكرى ١٣ تشرين التي سيتحدث فيها ايضا، وربما حاول باسيل ان ينتهي من الملف الخلافي مع “حزب الله” قبل كلمته المرتقبة، فكان الحديث عن حق اقتراع المغتربين.من تصريحات باسيل، لا يظهر الا التصويب على “حزب الله”، اذ اشار الى رفض القوى السياسية لانتخاب المغتربين، وهذا ما اعتبره مصلحة انتخابية ضيقة لا يجب ان تحكم قرارات دستورية بهذا الحجم.ولم يكتف باسيل بالاصرار على اقتراع المغتربين واخذ موقع رأس الحربة في الدفاع عن الامر، بل هرب الى الامام ليقترح ايضا “الميغاسنتر ” بالرغم من ادراكه ان “حزب الله” يعارض هذا الاقتراح ولا يوافق عليه، ما يعني ان باسيل وسع دائرة الخلاف مع الحزب ، فبدل ان يكون هناك بند واحد اشكالي هو اقتراع المغتربين، بات هناك بند آخر هو الميغاسنتر، الامر الذي يطرح اسئلة عن امكان توسع هذا الخلاف بين الطرفين خصوصا في ظل ظهور اقتراح مضاد هو خفض سن الاقتراع وهذا ما لن يقبل به “التيار”.وبحسب مصادر مطلعة فإنه وبالرغم من تأييد الحزب لفكرة تخفيض سن الاقتراع الا انه لم يدخل في هذا البازار الانتخابي احتراما لمخاوف حليفه المسيحي، واصرارا منه على عدم الدخول في اشتباك اعلامي او سياسي معه.وتقول المصادر ان الخلاف حول تعديلات قانون الانتخاب لن يتطور، اذ ان “التيار” لا يرغب الا بتسجيل موقف امام الرأي العام ولعل طرح مسألة النواب الستة بإصرار من قبل باسيل خير دليل، وهو مجرد استعراض شعبوي خصوصا ان هناك شبه اجماع على إلغاء المقاعد الستة ولا قدرة للتيار وحده على تغيير هذا الامر.من هنا، يبدو ان التيار سيحاول استغلال اللحظة السياسية اعلاميا لكنه لن يتجه الى تعميق الخلاف مع “حزب الله” خصوصا ان تفاهمات انتخابية كبرى يجري التفاوض عليها بين الطرفين في اطار التوافق الواضح على التحالف الثنائي، فأين المصلحة من فتح اشتباك كبير يؤثر على قواعد الطرفين الشعبية المشتركة؟