الأهالي متخوفون.. هل تتسبب لقاحات كورونا بالعقم حقاً؟

6 أكتوبر 2021
الأهالي متخوفون.. هل تتسبب لقاحات كورونا بالعقم حقاً؟

انطلقت منذ مدة عجلة تلقيح الأطفال ما بين الـ12 الى 16 عاماً، استعدادا للعام الدراسي الجديد. وما بين هؤلاء نسبة كبيرة تلقت اللقاحات، بينما عائلات كُثر يرفضون بالمطلق تطعيم أولادهم والذريعة مخيفة: “اللقاحات المضادة لفيروس كورونا تجعل المرء عقيماً”. فما حقيقة ما يتم تداوله، كيف إنطلقت هذه الاخبار، وهل يؤثر حتماً اللقاح على الخصوبة؟ 

 
 
اللقاحات والحيوانات المنوية، هو ربط مرعب بالنسبة الى العالم أجمع، عندما يصل حد خطورة ما يتم تداوله حول التأثيرات الجانية للقاحات على الخصوبة. الفكرة الأساس تستحق التوقف عندها كما تستحق الرفض بالمطلق، ولكن هذا فيما إذا كان ما يتم تداوله صحيحاً، فكلنا يتذكر التحذيرات من التغيرات الجينية التي قد ترتبط باللقاحات مع بداية حملة التطعيم، وهو ما لم يتم اثباته بالعلم وبقي مجرد شائعات متداولة.  

دراسات جديدة توصلت مؤخراً الى أنّ لقاحات كوفيد-19 لا تقلل من عدد الحيوانات المنوية أو جودتها لدى الرجال، بل إنها قد تزيد من كمية السائل المنوي الذي ينتجه. مع الإشارة الى أنّ سبب زيادة الحيوانات المنوية قد لا يعود إلى اللقاح مباشرةً ويمكن أن يكون بسبب التقلبات الطبيعية في عدد الحيوانات المنوية، أي استبعاد فرضية وجود تأثير سلبي للقاح على خصوبة الرجال.  
 
وفي المقابل تزعم هذه الادعاءات أنّ الأجسام المضادة التي يتم تكوينها في الجسم بتأثير اللقاح لا تجعل فيروس كورونا غير ضار فحسب، بل تستهدف أيضاً بروتيناً يدخل في تكوين المشيمة في الرحم، وهو ما يؤدي الى حالات عدم الانجاب، بسبب وجود بروتين يُسمى “سبايك”، موجود في كل من لقاحات “فايزر” و”موديرنا”. على الرغم من تأكيد خبراء الصحة أنّ هذه اللقاحات المعروفة مثل “فايزر” و”موديرنا” و”جونسون آند جونسون” لا تؤثر على الأطفال في سن البلوغ أو الخصوبة للأطفال أو الرجال أو النساء. 
 
تشرح الدكتورة تمار كابكيان وهي أستاذة مشاركة في كلية العلوم الصحية في الـAUB، حقيقة ما يتم تداوله واصل انتشار هذه الاخبار، غير أنّها تتوقف مسبقاً عند ما يُحكى عن العوارض الطويلة الأمد للقاحات كورونا. تقول كابكيان: “لدى الناس تخوف من العوارض الطويلة الأمد للقاحات كورونا، فباعتقادهم ان اللقاحات تحمي لفترة ولكن في المستقبل القريب قد يكون لديها ارتدادات سلبية على الجسم. ونؤكد هنا أنّه لا يوجد أي معطيات إحصائية لغايته عن وجود أي مضاعفات للقاحات على المدى الطويل. بل هناك معطيات علمية مثبتة تؤكد ان لا مضاعفات، انطلاقاً من كيفية تركيب اللقاحات ونوعيتها، حيث انّ المواد الموجودة في لقاحات كورونا، لا يمكن للجسم أن يخزنها خلافاً للأدوية التي تخزن في الجسم. فمواد اللقاح تحتوي فقط على مجرد رسالة الى الجسم لتحضير الاجسام المضادة لمحاربة كورونا”. 
 
بإختصار فإنّ اللقاح لا يُخزن في الجسم، وتم في بداية الأشهر الأولى من مرحلة التطعيم اكتشاف ابرز المضاعفات الصحية والتي أصبحت معروفة الى الجميع، وبحسب كابكيان فإنّه خلافاً لما يعتقد البعض فإنّ تقنيات عمل اللقاح ليست بجديدة، بل موجودة منذ القدم وتم استخدامها على امراض مثل الـaids والسرطان. 
  
فماذا عن التأثير على الخصوبة؟ 
تشير كابكيان الى أنّ ما يُحكى عن التأثير على الخصوبة مجرد شائعات: “خرجت هذه الأفكار من بعض المجموعات الدينية المتشددة وتحدثت عن ان اللقاح يمنع الانجاب، ولا دليل علميا او أي اثبات على ذلك”. وتتابع: “يجب أن نعود اولاً واخيراً الى العلم، نفهم تخوف الأهالي من هذه الشائعات ولكن نؤكد انه لا يوجد أي دراسات علمية تفيد بذلك، ولا أي دراسة تتحدث عن تأثير سلبي على الخصوبة وتاثير اللقاح على القدرة على الانجاب على المدى الطويل وخصوصاً بعدما بدأت مرحلة تطعيم الأطفال من عمر 12 الى 16 عاماً”. 
تؤكد كابكيان: “على العكس تماما هناك دراسات اُختبرت على مجموعات من النساء ممن تلقين اللقاح وممن لم يتلقين اللقاح، ووجدت الدراسة بأنّ الحمل الأكثر نجاحاً كان للسيدات الملقحات. وكذلك أفادت دراسات أخرى عن نسبة حمل مرتفعة ولا يوجد أي تأثير على الخصوبة”.  
يُضاف الى ذلك التوصيات الصادر عن منظمة الصحة العالمية وكذلك مركز مكافجة الامراض بالولايات المتحدة الأميركية، إضافة الى اللجنة الوطنية لكورونا والحمل في لبنان، تؤكد ضرورة أن تتلقى النساء الحوامل لقاحات كورونا، لان خطر اصابتهن بكورونا والخطورة على الجنين أعلى بكثير من خطر تداعيات اللقاحات. 
 
وحقيقة، نحن اليوم لسنا في مرحلة التكهنات، بل في زمن الدراسة والاثبات العلمي الذي لم يؤكد وجود أي تأثير للقاحات كورونا على الخصوبة والحمل والانجاب.