بعيداً عن ميزان الربح والخسارة ، يستمر حزب الكتائب اللبنانية في نهجه الإصلاحي المعارض الذي سلكه منذ سنوات وبالتحديد بعد الإستقالة من حكومة الرئيس تمام سلام اعتراضا على العديد من المعالجات التي كانت متبعة لا سيما لحل ازمة النفايات .
“إستمرار الكتائب في هذا النهج ومعارضتها الشرسة لطريقة إدارة الملفات من الكهرباء الى النفايات والموازنة والضرائب والهندسات المالية وصولاً إلى القضايا الوطنية والسيادية جعلها رأس حربةٍ في المعارضة وصاحبة الرأي الآخر في حين كانت حكومات الوحدة الوطنية تجمع كل المكونات السياسية الفاعلة في مجلس النواب” ، بحسب ما أشار مصدر قيادي رفيع في الحزب ل” لبنان ٢٤”، مبدياً إنزعاجه وأسفه للهجوم الدائم والمستمر يومياً على رئيس الحزب بشكلٍ خاص والحزب بشكلٍ عام من خلال حملةٍ ممنهجة”.
ويعتبر المصدر ” ان الحملة التي تطلق في بعض وسائل الاعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي
هدفها زعزعة ثقة الحزبيين والمناصرين بالقيادة من خلال الإدعاء بأن الكتائب إنحرفت عن الخط التاريخي وتتجه نحو اليسار كما أنها تقصي المخضرمين والقدامى عن العمل في الساحة الحزبية وعن الرأي والقرار” .
ويعتبر المصدر” ان الهدف من هذه الحملة زرع الشك بين الرأي العام اللبناني المتجانس مع الكتائب في طروحاتها وبين الحزب ورئيسه بشكلٍ خاص ، من هنا يسعى بعض اليسار “العبثي” كما وصفه المصدر الى العزف يومياً على وتر الوراثة السياسية وحزب السلطة وأحداث عهد الرئيس أمين الجميل ، والزعم ان حضور سامي الجميل المعارض هو لغاية مصلحية وليس عن قناعة” .واعتبر المصدر ” أن هذه الحملات المنظمة هي بذاتها تأكيد على مدى انزعاج البعض من الكتائب وسياستها وتموضعها ، وان هجوم اليمين واليسار في آنٍ واحد على الكتائب يؤكد صوابية تموضعها وأحقية خياراتها إذ أنها، بحسب المصدر ، تجمع أولويتين : السيادة والتغيير في المنظومة ، بحيث أن اليسار لا يرى أن السيادة أولوية اليوم ولا يرى اليمين أن التغيير ضرورة لتفادي إنزلاقات وأخطاء الماضي” .وتابع المصدر ” بتجديد تأكيد الثوابت التاريخية للحزب وأن لا مساومة في أي ملف أو إتجاه أو قضية وأكبر دليل المؤتمر الصحافي الأخير لرئيس الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل الذي توجه بالمباشر منتقداً رئيس وحدة الإرتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا وهاجم بشراسة المنظومة التي تسعى الى مصادرة قرار الشعب اللبناني وتعليب الإنتخابات وتقييدها ، ومنع المغتربين من حقهم في الإقتراع الحر والبنّاء والفاعل” .وختم المصدر مذكّرا ” بأن بعض الفئات الشعبية لم تعط الكتائب حقها في إنتخابات ٢٠١٨ النيابية لأنها إنخدعت حينها في التفاهمات والتسويات الفارغة التي أوصلتنا الى هذا الدرك ، مع العلم أن مواقف الكتائب كانت منذ ٢٠١٥ الى جانب الوطن والمواطن” .