مخاوف من صفقات خارجية على حساب لبنان

8 أكتوبر 2021
مخاوف من صفقات خارجية على حساب لبنان

كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: الأرجح، الأميركيون يقومون اليوم برمي كمية هائلة من القنابل الدخانية في فضاء الشرق الأوسط، ما يؤدي إلى حجب الرؤية ويصعّب مهمَّة الخصم في المواجهة. لكن الصورة واضحة بالنسبة إليهم: لا سيطرة إيرانية على الشرق الأوسط وحدود إسرائيل الشمالية وشاطئ المتوسط. وفي المقابل، لا مجال لمقاتلة إيران وتكبُّد الخسائر من أجل أي كان.

 ستواصل واشنطن دعم الحكومة اللبنانية بحيث تتمكن من الحفاظ على استقرار البلد. لكنها تعتبر أنّ الخروج من الأزمة يجب أن يتمّ بأيدي اللبنانيين أنفسهم. وهي إذ قدَّمت الدعم للشعب اللبناني وقوى التغيير على مدى السنوات الأخيرة، ستواصل المهمَّة، لكن على هذه القوى نفسها- ولا أحد سواها- أن تخوض المعركة لتحقيق التغيير.
 
ومن هذا المنظار، أبلغ الأميركيون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأنّ موقفهم الحقيقي من الحكومة لا يتعلق بالأشخاص، ولا بتركيبة الحكومة نفسها، بل هو مرتبط بما ستقوم به فعلاً من خطوات إصلاحية.

يقرأه بعض المتابعين بكثير من الاهتمام، ويرون أنّ لبنان ربما يقترب من أجواء العام 1991، عندما تمّ التوقيع على «معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق» مع دمشق. ويولون أهمية لعودة بعض قنوات النظام السوري مع لبنان إلى الحركة في الفترة الأخيرة.
 
فلبنان خسر فرصاً متتالية، وعلى مدى سنوات، لإثبات قدرته على إدارة نفسه بكامل الاستقلالية. وفي ظل وضعية الانهيار التي ربما يستفيد منها البعض، يُخشى أن يكون لبنان على وشك الاستسلام لإرادات القوى الإقليمية والدولية وصفقات قد تُبرم في ما بينها.