على الحكومة فكّ الارتباط مع الصراعات الخارجية

9 أكتوبر 2021
على الحكومة فكّ الارتباط مع الصراعات الخارجية

تبت ديانا سكيني في ” النهار”: بالنسبة إلى السفير البريطاني إيان كولارد نحن أمام أزمة كبيرة صنعتها سياسات المسؤولين اللبنانيين على مدى سنوات، والتحدّي اليوم يكمن في إخراج البلاد من هذه الأزمة بالتعاون مع المجتمع الدولي.

وهل تعتقدون أن حكومة ميقاتي قادرة على تنفيذ اصلاحات حقيقية؟ يجيب: “من ناحية تقنية، الجواب نعم بامكانهم إطلاق الاصلاحات، علماً أن جميع من التقيتهم من الحكومة أكدوا ضرورة الأمر، ونحن لا نحكم على النيات وعلى ما يقال ولكن على الأفعال، والسؤال الآن: هل سيطبقون ما يقولونه؟… هذا ما نترقبه”.
لا شك في أن الجميع يترقب الآن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، و”حزب الله” كطرف حكومي وازن يبدي تحفظات عن شروط الصندوق، فكيف ستمضي الأمور في رأيكم وما دور المجتمع الدولي في المساندة؟ “بدأت اللقاءات التحضيرية كما نعلم، وتحدثتُ إلى عدد من الوزراء الذين أكدوا العمل من أجل مفاوضات ناجحة مع صندوق النقد. هناك حاجة للتفاوض مع الصندوق ولا سبيل للخروج من الازمة الا من خلال التوافق معه على برنامج إصلاحي، ونعلم أن هناك تحديات اقتصادية وأموراً إصلاحية يجب البت بها كتوزيع الخسائر، وإصلاح القطاع المصرفي، وهي أمور تحتّم المفاوضات مع صندوق النقد وفق أجندة إصلاحية”. وفي رأي كولارد أن “المجتمع الدولي جاهز للمساندة، ونحن كمملكة متحدة شريك أساسي للبنان ولدينا برامج مساعدات عسكرية وتنموية وتربوية وادارية… لكن السؤال الأساسي هو: ماذا يفعل لبنان ليساعد نفسه؟ لا نعتقد أن على المجتمع الدولي أن يفعل المزيد اذا لم يقم لبنان بمساعدة نفسه أولاً… ثمة قرارات مؤلمة يجب اتخاذها في المسار الاصلاحي الاستراتيجي لمصلحة البلد”.

الحديث عن الاستقرار مرتبط بلعبة المحاور الخارجية التي ينخرط فيها لبنان، فهل يتقدم النفوذ الايراني اليوم؟ “نشجع الحكومة اللبنانية على التركيز لإنجاز ما يمكن لحماية الشعب وأمنها واقتصادها، لبنان لديه تاريخ طويل من النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية والاقليمية. ونأمل أن تصبّ الحكومة جهودها على الداخل وتواجه التحديات والمشاكل في البلاد بمعزل عن العوامل الخارجية، وأن نرى موقفاً واضحاً من الحكومة يصبّ في خانة فك الارتباط مع هذه الصراعات الخارجية”.
على صعيد الانتخابات النيابية، هل تتخوفون من تأجيل هذا الاستحقاق؟ “جميع من تحدثت اليهم من المسؤولين اللبنانيين يطمحون إلى إجراء الانتخابات في موعدها في ربيع 2022، ونحن نتطلع إلى انتخابات نزيهة وحرة كأساس للمسار الديموقراطي. ربما تتعارض مصالح البعض مع إجراء الانتخابات في موعدها وقد يسعى إلى تأخيرها، لكن لا شيء يجب أن يعيق اجراء الانتخابات في موعدها وقد تعهدت حكومة الرئيس ميقاتي بذلك