كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: خلال جولاته على المسؤولين حرص وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان على التأكيد على عمق العلاقة مع لبنان وابداء الاستعداد للمساعدة في شتى الميادين. ولكن بعيداً من الشق المتعلق بالمساعدات التي عرضها على اهميتها، فالزيارة شق سياسي مرتبط بالتحولات التي تشهدها المنطقة والعلاقة الاميركية الايرانية. وكأن الزائر الديبلوماسي جاء حاملاً تطمينات الى مستقبل المنطقة ربطاً بملف مفاوضاته النووية مع الاميركيين، ولقاءاته مع السعوديين، وتغير المناخ العربي والدولي تجاه سوريا.
ولم تقتصر مشاوراته على الشأن اللبناني الداخلي بل وضع من التقاهم في اجواء المراحل التي قطعتها بلاده على مستوى اكثر من ملف خارجي. ونقلاً عن مصادر ديبلوماسية واكبته في جولاته فقد كشف عبد اللهيان في ما يتعلق بملف المفاوضات السعودية – الإيرانية أن هذه المفاوضات جرت على اربع مراحل: الجانب المخابراتي – الأمني والجانب السياسي – الأمني، متحدثاً عن أجواء إيجابية وبناءة وان بلاده توصلت مع السعوديين الى إتفاقات جيدة للغاية في بعض المجالات.
الرغبة من البلدين بعودة العلاقة الى طبيعتها هي الهدف ولذا تحدث عن مقدّمات وُضعت يتم السير على اساسها لتعود العلاقات الطبيعية، مبدياً تفاؤل بلاده بالنتائج واستعدادها لإنجاح الاتصالات لكن السعودية، وفق ما قال، ولإعتبارات خاصة بها تتريث حتى تنجز بعض الخطوات قبل أن تُعيد العلاقات معنا”.
أما عن المفاوضات مع أميركا فكشف عبد اللهيان عن انه وخلال الزيارة التي قام بها الى الولايات المتحدة الأميركية قبل أسبوعين، إجتمع خلالها مع عدد من وزراء خارجية أوروبا، وكان اللافت أن بعضهم إعترض على سياسة تصنيف “حزب الله” بالإرهابي واعتبروا أن مثل هذا التصنيف لا يدخل في صلب إرادة أوروبا بل قوة اللوبي الصهيوني. وتحدث عبد اللهيان عن سعي عدد من المسؤولين الاميركيين للاجتماع به خلال وجوده في نيويورك، لكن لم يلتق أياً منهم بل اجتمع بأشخاص كانوا مسؤولين في الإدارة الأميركية سابقاً في إطار لقاءات ذات طابع حزبي، وتركز البحث حول الملف النووي السلمي الإيراني والملف الأفغاني. شارحاً كيف ان الاميركيين الذين يدركون تأثير إيران في أفغانستان التي تستضيف أكثر من 4 ملايين لاجئ أفغاني، يشعرون بالفشل في أفغانستان وينتقدون تعاطي المبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاده الذي يدّعي السيطرة على الملف.
كما أكد رئيس الديبلوماسية الايرانية ان بلاده ستعود “الى المفاوضات النووية قريباً ولكن ليس قبل أن تحصل صراحةً على تعهد بإلتزام جميع الأطراف بالإتفاق خصوصاً الدول الأوروبية المعنيّة”
المصدر:
غادة حلاوي – نداء الوطن