ليس عادياً أبداً الارتفاع المتسارع لسعر الدولار في السوق الموازية خلال اليومين الماضيين، إذ يربطه الخبراء بحراكٍ جديد غير اعتيادي.
وفعلياً، يقول الخبراء والمراقبون إنّ ملف المحروقات وتحرير سعره يساهم في الضغط على الدولار في السوق الموازية. وبشكل أساسي، فإن هذا الأمر جرى التحذير منه تباعاً باعتبار أن مستوردي النفط قد يعمدون إلى جمع الدولار من السوق لتمويل عمليات شراء البنزين والمازوت.
ورغم أن هذا الحراك مُستبعد، فإن الكلام الذي يبرزُ بقوة هو أن مصرف لبنان يعمد إلى تأمين الدولار لمستوردي المحروقات، وهذا الأمر يطرح تساؤلات عديدة: هل يقوم مصرف لبنان بسحب دولارات السوق الموازية عبر قنوات معينة وسط ارتفاع الطلب عليه؟ هل يمكن للسوق الموازية أن تصبح محصورة فقط لتلبية حاجة لبنان بالمحروقات؟
وعملياً، فإن هذا الأمر يكشف عن أمرٍ أساسي يتحدّد بالتالي: كلما ارتفعت تسعيرة البنزين كلما زاد سعر الدولار في السوق الموازية، والترابط بين الأمرين أصبح واضحاً وجلياً. والأكثر، هو أنّه كل يوم أربعاء نشهدُ ارتفاعاً بارزاً في الدولار، ما يعني أنّ تسعيرة المحروقات تؤثر حكماً على السوق الموازية، والتقلبات ستكون بارزة والصعود بسعر العملة الخضراء بات اكيداً.
