إشكال وتشطيب …والسبب “مطفي خالص”

12 أكتوبر 2021
إشكال وتشطيب …والسبب “مطفي خالص”

ورد اتصال الى فصيلة الأشرفية من غرفة عمليات شرطة بيروت مفاده حصول إشكال بالقرب من جسر فؤاد شهاب بين المدّعيَين المسقِطين جعفر.ج و محمد.ط من جهة وثلاثة شبان من جهة أخرى كانوا يستقلّون سيارة “نيسان تيدا” وفرّوا الى جهة مجهولة، وقد بوشرت التحقيقات في هذا الإطار.

وفي سياق التحقيق الأولي، حضر المدّعي المسقِط جعفر.ج وأدلى بأنه بينما كان في مكان عمله بالمطعم في محلة السوديكو شاهد أشخاصاً يستقلون سيارة بيضاء يقومون بالإعتداء على صديقه المدّعي المسقِط محمد.ط محاولين سلبه أموال الموقف حيث يعمل، فتدخّل لمناصرته حيث قام أحدهم بضربه على وجهه بواسطة “الكاتر” وبدأت الدماء تسيل منه، وكذلك تلقّى محمد.ط ضربة على وجهه فتم نقلهما الى المستشفى.
وتبيّن أن كل من المدّعيين إستحصلا على تقرير طبي شرعي جاء فيه أن جعفر تعرّض لجرح نازف في الوجه من أمام الأذن اليسرى حتى أسفل الذقن بطول ١٠ سنتيمترات وهو حاد الإنحراف أصاب الطبقة العضلية في تلك الناحية محدثاً نزيفاً شديداً إستلزم إخاطته وأن حالته تستوجب التعطيل مدة عشرة أيام عن العمل، فيما ورد في التقرير المنظّم لصالح محمد.ط بأنه تعرّض لجرح غائر في الوجه من أمام الأذن اليسرى حتى أسفل ناحية الرقبة، وقد قطع العضلات في تلك الجهة ما استدعى إجراء إخاطة خاصة له، وأن حالته تستوجب التعطيل عن العمل ثلاثة أسابيع.

وتبيّن أن صاحب السيارة المشار اليها هو المدعو علي.ع الذي حضر وأدلى بأنه كان قد سلّمها الى العامل لديه المتّهم محمد.د بغرض أخذها في اليوم التالي الى الكاراج للتصليح، وأن هذا الأخير أبلغه بحصول إشكال معه قرب محلات فلافل صهيون بينما كان برفقة المتّهمَين علي.ش.د و محمد.س.
وبالتحقيق مع محمد.د، أدلى أنه بينما كان يتنزّه على متن السيارة العائدة لربّ عمله برفقة المتّهم محمد.س قاصداً محلة وسط البلد، إلتقى صدفة بالمتّهم علي.ش.د الذي توجه معهما على متن السيارة، ولدى وصولهم بالقرب من محلات فلافل صهيون فُتح صندوق السيارة فجأة فتوقف الى جانب الطريق وترجّل من السيارة لإغلاق الصندوق، فبدأ المدّعيان جعفر.ج و محمد.ط، اللذين كانا يقفان على الرصيف بتوجيه كلام غير لائق بحقه مثل عبارة “خالص مطفي” فاقترب منهما للإستفسار عن سبب تفوّهما بهذه العبارات فتجمهر عدد من الشبان حوله وعندها ترجّل المتّهمان علي ومحمد من السيارة فحصلت مشادة كلامية ثم تطورت الى عراك بالأيدي.
وأدلى المتّهم محمد.س أنه بينما كان يتجّول برفقة المتّهم محمد.د على متن سيارة تعود لرب عمل الأخير إلتقيا صدفة بالمتّهم علي.ش.د الذي صعد معهما في السيارة وتوجهوا الى محلة وسط البلد لتناول الطعام، ولدى وصولهم بالقرب من محلات فلافل صهيون إضطر محمد.د للتوقف بعد أن اكتشف أن صندوق السيارة مفتوح، وما إن ترجّل حتى بدأ المدّعيان المسقِطان وآخرون بتوجيه عبارات وكلمات غير لائقة، فحصلت مشادة كلامية بين الطرفين وأنه غادر المكان خوفاً من وقوع أي إشكال.
وفي المحاكمة العلنية، لم يحضر المتّهمان محمد.س ومحمد.د، رغم ابلاغهما قرار المهل فتقررت محاكمتهما غيابياً واعتبارهما فاريَن من وجه العدالة، فيما أُحضر المتّهم علي.ش.د فأنكر ما أُسند اليه لجهة محاولة سلب المدّعي المسقِط محمد.ط، كما أنكر إقدامه على محاولة القتل، مدلياً بأنه لم يكن يحوز أي “شفرة كاتر” وأنه هو من فرّ من المكان عند حصول الإشكال، وأن محمد.ط إفترى عليه خدمة للمتّهم محمد.س لأنهما ينتميان الى الحزب عينه، وأنه دفع مبلغ خمسة الآف دولار أميركي للمدّعيين مقابل إسقاط حقهما.
هيئة محكمة الجنايات في بيروت حكمت بالإجماع بإعلان براءة المتّهمين علي.ش.د ومحمد.د ومحمد.س من الجناية المنصوص عنها في المادة ٢٠٠/٦٣٨ عقوبات، واسترداد مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحق المتّهمين محمد.س ومحمد.د من دون تنفيذ.
كما حكمت بعدم تجريم المتّهم علي.ش.د بالجناية المنصوص عنها في المادة ٢٠١/٥٤٨ عقوبات، وإدانته سنداً للمادة ٥٥٦ وحبسه مدة سنة وتغريمه مبلغ مئة ألف ليرة لبنانية، وبإدانته سنداً للمادة ٧٣ أسلحة وحبسه مدة ستة أشهر، وإدغام العقوبتين وتطبيق العقوبة الأشد أي الحبس مدة سنة وإطلاق سراحه في حال لم يكن موقوفاً لأي داعٍ آخر بعد اعتبار العقوبة مستنفدة بمدة التوقيف الإحتياطي، وبإلزام المتّهم علي.ش.د بإيداع “شفرة الكاتر” المستعملة خلال مهلة شهرين من تاريخ صدور الحكم الراهن ليصار الى مصادرتها وذلك تحت طائلة إلزامه بدفع مبلغ ٥٠ ألف ليرة وهو ضعف قيمتها.