كتب الان سركيس في” نداء الوطن”: الشرط الأساسي لتوحيد المعارضة هو خطّة العمل وخوضها الإنتخابات بـ128 مرشحاً في كل الدوائر وعندها تتّضح الصورة، فإما يكون الشعب فعلاً مع التغيير ويصوّت لبرنامج معارض واضح وإما على الدنيا السلام
لكن ما هو مؤسف حسب ناشطين من المجتمع المدني يكمن في تشرذم قوى الإنتفاضة، وتنافس مجموعاتها على الحصص وعلى مقاعد غير مضمونة، وسط غياب الأسماء اللامعة التي يمكن من خلالها مواجهة أهل السلطة، وبالتالي فإن الأمور لا تزال تدور في حلقة مفرغة ما يعطي دفعاً وقوةً لتلك الأحزاب المتحكمة بالأغلبية البرلمانية وبرئاسة الجمهورية والحكومة وبقية مؤسسات الدولة.وتعتبر منصّة “نحو الوطن” ومجموعة “كلّنا إرادة” من أهمّ منصّات الثورة التي تنشط على الأرض وخصوصاً في الدوائر المسيحية، لكن لكل منصّة شروطها وهنا وقع الإختلاف الفعلي.
وفي التفاصيل، فإن مجموعة “كلّنا إرادة” تريد التحالف مع حزب “الكتائب” والنواب الذين إستقالوا من المجلس النيابي بعد إنفجار المرفأ، في حين أن منصة “نحو الوطن” ترفض هذا الأمر بالمطلق وتعتبر أن المعركة هي مع كل القوى السياسية بمن فيهم حزب “الكتائب” والنواب المستقيلون وتبحث عن دم جديد.وإذا كانت مجموعة “كلّنا إرادة” قد حسمت تحالفاتها بنسبة كبيرة مع رئيس حركة “الإستقلال” ميشال معوّض و”الكتائب” في دائرة الشمال الثالثة، ومع النائب المستقيل نعمة افرام في كسروان و”الكتائب” في المتن، إلاّ أن منصّة “نحو الوطن” لا تزال عند موقفها الرافض لمثل هكذا تحالفات وهي تفتقد الديناميكية المطلوبة في أقضية جبل لبنان الشمالي، وتركّز معظم نشاطها حالياً على دائرة الشمال المسيحي.ليست القضية في تسليط الضوء على تمويل المجموعات سواء من الداخل أو الخارج، لأن القسم الأكبر من القوى السياسية معروف من أين يأتيه التمويل والمال السياسي، بل إن القضية هي في طريقة التعامل بين المجموعات والتي لا تفرق عن أداء السلطة، فهذه المجموعات التي تقول إنها تريد التغيير لا تستطيع الإتفاق قبل الإنتخابات فكيف ستواجه السلطة؟ وفي حال نجحت كيف سيكون سلوكها، وأي خيارات تنتظر الناخب اللبناني الذي بات ينظر إلى السلطة والمعارضة بنفس الطريقة، لأن الجميع يلهث وراء الكرسي ولا يريد أحد إنقاذ البلد من آلامه وأزماته ونار الفتن “النائمة”؟