كتب مجد بو مجاهد في” النهار”: يكتسب الدور الأردنيّ بعداً خاصّاً باشر بالنموّ سريعاً في التراب اللبنانيّ من بوّابة المساعدات المرتقبة في موضوع استجرار الكهرباء، التي يركّز عليها المراقبون كنقطة أساسيّة يمكن لها أن تشكّل ثمرة تحوّل أكثر تأثيراً على صعيد إيجابيّ في العلاقات بين البلدين. وتتكامل إطلالة عمان على بيروت مع الدعم الأميركيّ البارز في إطار السعي إلى دعم قطاع الكهرباء مع تبنّي الأميركيين وإضاءتهم فكرة استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن.
وتمثّل “آخر عنقود” المشاورات بين البلدين حتى الآن باللقاء الذي جمع العاهل الأردني برئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل ساعات، مع التأكيد على دعم الأردن المستمرّ للبنان، فيما تناول اللقاء علاقات البلدين وآليات توسيع التعاون في شتى المجالات إضافةً إلى بحث الأزمات التي تشهدها المنطقة ومساعي التوصّل إلى حلول سياسيّة لها.
تفيد المعطيات التي استقتها “النهار” من المصادر المقرّبة من رئاسة الحكومة والمواكبة للزيارة، بأنّ ميقاتي مرتاح لنتائجها في مرحلة تشهد فيها العاصمة اللبنانية زيارات للوفود الأممية والبعثات الدولية مع ترقّب إدارة العجلة الاصلاحية وبدء الحصول على المساعدات التي تحتاجها البلاد. وتناولت لقاءات ميقاتي في الأردن موضوع استجرار الغاز والكهرباء المرتقب للمساعدة في قطاع الكهرباء خصوصاً، بما يُشكِّل البند الأول على جدول أعمال اهتمامات الحكومة اللبنانية. وأتت الزيارة من ضمن سياق التنسيق ومساعدة لبنان على إيلاء ملف الطاقة الجزء الأساسيّ على صعيد الاهتمامات. وينظر ميقاتي إلى الأردن من باب الدولة المركزية التي فعّلت على عاتقها مبادرة مفصليّة تجاه لبنان. ويعوّل على دور عمان المقبل على مستوى ملاصق ومشابه لعدّة دول تشكّل مركزيّة عربيّة بالنسبة له، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية. ولا يمكن إغفال المؤشّرات التي ترسمها زيارة ميقاتي للأردن كأول دولة عربية يقصدها رئيس الحكومة اللبنانية، فيما تربطه علاقات خاصّة مع عدّة دول ومن أبرزها المملكة الأردنية الهاشميّة، في وقت يعتبر أنّه من الضرورة أن يشكّل الأشقاء العرب رافعة للبنان.