“واصلة معنا لراس مناخيرنا من حزب الله”

14 أكتوبر 2021

كتبت غادة حلوي في” نداء الوطن”: أبعد من مشكلة انعقاد جلسة حكومية هو ذاك الخلاف الذي طفا على السطح بين “حزب الله” وحليفه “التيار الوطني الحر”. توتر فرض تدخل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتليين الاجواء في ما بينهم، وايجاد المخرج المناسب لمسألة تنحية القاضي طارق البيطار عن ملف التحقيق بانفجار المرفأ. كل الاقتراحات باءت بالفشل بما فيها الصيغة التي طرحها وزير العدل هنري خوري. وقد وجد مجلس الوزراء نفسه امام مخاض عسير فكان الحل بتأجيل الجلسة عوض تفجير المجلس برمته.

واستغربت مصادر حكومية ان يفرض على الحكومة اتخاذ موقف من قضية شعبوية بهذا الحجم، بغض النظر عما اذا كان عمل البيطار صواباً ام خطأ، فالطريقة التي تم التصرف خلالها في مجلس الوزراء لا تليق بحكومة يفترض ان تحظى بثقة الداخل والخارج.طوال يوم امس انشغل رئيس الحكومة على خط رأب الصدع الحكومي وتليين الموقف بين عون والثنائي الشيعي وتأمين مخرج لانعقاد جلسة هادئة للحكومة. لكن الثنائي الشيعي كان موقفه حاسماً ان لا عودة الى الوراء ولا جلسة حكومية الا بعد معالجة مصير المحقق العدلي. المخرج القانوني الوحيد بالنسبة للثنائي هو ان يتولى مجلس القضاء الاعلى كف يد البيطار عن الملف والمجلس يرفض. صار مصير الحكومة معلقاً على معجزة إيجاد حل بين تطيير البيطار أو تطييرها.

يرفض “حزب الله” اعتبار موقفه تدخلاً في القضاء “لان القضاء هو الذي يتصرف من خارج الوجهة القانونية، وهو المسيّس وهو الانتقائي ولذا فلن نقبل ان يظلم او توجه لنا اتهامات ظلماً وعدواناً. ولذا فجلسات الحكومة ستبقى معلقة الى ان يتم ايجاد الحل”.لعلها المرة الاولى التي لن يهادن فيها “حزب الله” مع خصم سياسي او حتى مع حليف، طالما الامر يتعلق بقضية المرفأ وما يعتبره ظلما لاحقا به. وللمرة الاولى يظهر “حزب الله” غضبه من الحليف الذي يجاهر بتأييده للبيطار. ويكفي للدلالة على عمق المشكل بين الطرفين ما قاله وزير العهد سليم جريصاتي وحرفيته: “نحن واصلة معنا لراس مناخيرنا من حزب الله”، وعلم به “حزب الله” ليرد عبر مصادره المطلعة “نحن اللي طالعة معنا لراس مناخيرنا”، وحين يتحدث “حزب الله” بهذه اللهجة فلا يقتصر كلامه هنا على جريصاتي وحده فالوزير السابق لا يتفوه بمثل هذا الكلام اذا لم يكن قد نال تأييد داعميه. خطورة ما يتعرض له يجعل “حزب الله” غير مستعد لتدوير الزوايا او المهادنة او مسايرة حتى الحليف.