الحرب الأهلية المصغّرة لم تمر من دون أن تخطف شباباً في زهوة العمر

14 أكتوبر 2021

في لحظة غدر مشؤومة، عادت عقارب الساعة الى أيام الحرب الأهلية التي اعتقد كل اللبنانيين أنها أصبحت ذكرى لن تتكرّر وأنّها شكّلت عبرة تمنعهم من الإنجرار إليها مرّةً ثانية، لكن على ما يبدو أنّ فتيل الحرب جاهز للاشتعال في أي لحظة ليحرق معه قلوب أهلٍ على خيرة أبنائهم وفقدان أمّهاتٍ لم يتمكّنّ من استقبال أولادهنّ ومعانقتهنّ بعد عودتهم من المدرسة، كما حصل مع الأم مريم فرحات التي خسرت حياتها برصاصة قناص وهي داخل منزلها في الطيونة تحضّر وجبة الغداء لأطفالها.

وانتشر عبر مواقع التوصل الاجتماعي أنّ هناك طفلة في الروضة الثالثة في روضة المهدي كانت “رايحة تلاقي إمها بالبيت وطلعت بالباص، وإجا خبر استشهاد الأم، فنزلوها من الباص بانتظار يجي حدا ياخدها حتى ما توصل عالبيت وتنصدم”.

الحرب الأهلية المصغّرة لم تمر من دون أن تخطف شباباً في زهوة العمر، منهم من كان يشارك في الاعتصامات بالقرب من قصر العدل، ومنهم من باغته القنص في شوارع المنطقة، ومنهم من كان يشارك في حمل السلاح!

تعدّدت الأسباب والنتيجة واحدة: 6 شهداء انضموا الى قافلة شهداء الحرب الأهلية الذين لا تزال حرقتهم مشتعلة في قلوب أهاليهم منذ أكثر من 46 عاماً.