كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: على أثر اندلاع الاشتباكات في منطقة الطيونة – عين الرمانة، سارع وليد جنبلاط إلى التنبيه من مغبة استعادة الماضي، اذ شدد على ضرورة أن “نتعلم من الماضي”، وقال: “اختبرت من الماضي، وعمري تجاوز السبعين، اعرف كيف أدخلتنا بوسطة عين الرمانة في المتاهة، علينا ألا نكرر هذا الأمر، وأذكّر أيضاً بمسعى الامام المغيّب موسى الصدر عندما حاول أن يلاقي داني شمعون الى “حي المراية”، آنذاك يد غريبة أفشلت ذاك اللقاء المصالحة بين حيَّين فقيرَين تجمعهما المصيبة الواحدة، ولا تفرّقهما الكراهية والحساسيات”.
حاول رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” أن يأخذ النقاش أو الخلاف إلى الفضاء الأوسع، ليذكّر بأنّ السعودية وايران تتحاوران، ما يعني برأيه، أنه لا يفترض باللبنانيين أن يسبحوا عكس التيار وأن يستثمروا في الوقت الضائع بالسلاح والدم، طالما أنّ اللغة السائدة في المنطقة هي الحوار والنقاش الهادئ، ولهذا لم يتردد في رفع الفيتو عن الحوار مع سوريا اذا كان هذا الحوار هو شرط لتأمين الغاز المصري والكهرباء الأردنية.
بنظره، وقع المحظور والخطاب الرائج حالياً هو خطاب التوتر الذي سيجرّ مزيداً من التوتر والتشنّج، ولهذا سارع إلى التواصل مع صديقه العتيق رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعاد ليوفد الوزير السابق غازي العريضي للقاء رئيس مجلس النواب مناشداً اياه التمسك بدوره الانفتاحي والمتعاون مع مختلف الأطراف، ولو أنّ جنبلاط يدرك حساسية الوضع على الأرض بعد سقوط سبعة ضحايا محسوبين على حركة “أمل” و”حزب الله”، ما يعني صعوبة التعالي على ما حصل يوم الخميس. لكن الزعيم الدرزي لا يزال على قناعته: لا بدّ من تسوية سياسية. تأليف الحكومة لا يكفي للجم التدهور الاقتصادي والاجتماعي. لا بدّ من ترتيب الأمور سياسياً لاستعادة الاستقرار السياسي… والأمني.
المصدر:
كلير شكر – نداء الوطن