كتب احمد الغز في”اللواء”: حولت ١٧ تشرين ٢٠١٩ السرايا الحكومي من نقطة تلاقي وحوار وقرار الى مجرد عقار شديد الخواء، وبعد الاجهاز على فندق (لوغري) وما تبقى من حياة في منطقة سوليدير توقفت الثورات والتظاهرات وهذه الوقائع غير قابلة للمواربة او النقاش، ثم جاء تفجير ٤ آب ليحطم قلب بيروت ويكرس الانقسام والتمييز .
استطاع الرئيس نجيب ميقاتي خلال اسابيع قليلة تشغيل مروحة طويلة عريضة جدا من المعترضين والمؤيدين والطامحين والحشورين في عملية تشكيل الحكومة مما احدث ارباكا وفوضى في الاصطفافات السلطوية التي دخلت في حالة من الالتباس وعدم اليقين بين من يجزم بعدم نجاح المساعي لتشكيل الحكومة وبين من يتهيب النجاح بارتياب، وبدأت احاديث الخبراء عن استحالة التشكيل مع موجة غير بريئة بالدعوة الى الاعتذار عن تشكيل الحكومة وتزامنت هذه الدعوات مع صدور استدعاء رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب للمثول امام القضاء في جريمة ٤ آب والعمل على تحريك المشاعر المذهبية وقطع الطريق على تشكيل الحكومة العتيدة والاستمرار في ابقاء السراي الحكومي مجرد عقار شديد الخواء.
نجح الرئيس ميقاتي بتشكيل سلطة وطنية مؤقتة، ونجح بإعادة الحياة الى السراي الحكومي كنقطة لقاء وحوار وقرار، وخلال ايام قليلة شاهدنا كثافة في الحضور والاتصالات الوطنية والعربية والدولية ودخلت البلاد في طور تحضير الانتخابات النيابية والتفاوض مع الصناديق والهيئات الدولية لمعالجة الازمات المالية والاقتصادية والمعيشية وازمة الوقود والكهرباء، ثم جاء الخميس الاحمر من تشرين الاسود على حد تعبير الزميل الاستاذ صلاح سلام ليؤكد عمق الانقسام السلطوي ومحاولة تعطيل رئاسة الحكومة وتفجير الحكومة من الداخل والعودة الى نعيم تصريف الاعمال، وامام كل هذه المخاطر والتداعيات الحمراء والسوداء ومحاولة اعادة عقارب الزمن الى الوراء والعبث بوحدة المؤسسات لا نستطيع الا ان نكون مع صمود الرئيس ميقاتي في اعتباره السرايا نقطة لقاء وحوار وقرار وليست مجرد عقار.
السرايا مع ميقاتي حوار وليست عقاراً
