كتب جورج شاهين في” الجمهورية”: سيبقى التوصل الى قراءة ما حصل في الطيونة على حقيقته بعيد المنال. فالاستثمار السياسي سوق مفتوحة لا يمكن إقفالها ووضع حدّ لها. فالأخذ بمضمون البيانات الرسمية بما فيها من ادّعاءات ونفي، يقود الى التشكيك بصدقية ما ترسمه من سيناريوهات توزيع الأدوار وتصنّف الفائزين والخاسرين مما حصل، لتُبنى عليها معادلات جديدة خاطئة.
ولكن ذلك لا ينفي وجود من يسعى الى تغيير قواعد اللعبة الداخلية، كأن يقول احدهم إنّ لا بدّ من وقف المواجهة غير المعلنة بين “حزب الله” ورئيس الجمهورية وفريقه، لتحويل مجرى الأحداث الى ما بين الجيش وقوى محلية أخرى تسقط الطرفين. كما انّ هناك من يرغب بتقوية خصوم “التيار الوطني الحر” تحت شعار الدفاع عن المسيحيين، إن استمر نصب المكامن بين رئيسه وأقطاب آخرين مما هو مطروح.
كما لا تُسقط المراجع المهتمة بالأحداث، إمكان ان يكون ما حصل تزامناً مع زيارة نائبة وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند الى بيروت، للتعكير عليها، في مواجهة غير مباشرة أعقبت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان قبل أيام الى بيروت، وهو ما يعطي أدواراً لمخابرات أجنبية جنّدت طابوراً خامساً، في إطار المواجهات المفتوحة على شتى الاحتمالات بين القوى الاقليمية والدولية. وما اختير للمناسبة من أسباب، لا ينفي وجود أهداف يمكن تسويقها في الخارج. وكل ذلك يجري فيما يتلهّى الداخل بالهرطقة الدستورية والقانونية المرتكبة، عند مقاربة مصير القاضي طارق البيطار في موقعه من عدمه، رغم وضوح بيان “نادي قضاة لبنان”، الى ان ينجلي غبار المعركة في الخارج وتظهر انعكاساتها الداخلية.
وإن أراد اللبنانيون سيناريوهات أخرى، فالمقال لا يتسع لكثير منها وما يبررها. فما هو ثابت، إنّ اللبنانيين انقادوا اكثر من مرة مرغمين الى حيث لا يريدون. وقد يكون ما حصل أحد التجارب المستنسخة من تاريخ الحروب الداخلية، في انتظار الحسم، إن كانت مواجهة محدودة قد عبرت، او الحلقة الاولى من مسلسل جديد قد يودي بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة وبما هو مطروح للخروج من الأزمات، الى حيث يحذّرنا البعض مما لا يتوقعه او يراه احدٌ من قبل.
احداث الطيونة تغيير لقواعد اللعبة الداخلية
