لولا ما ذكرته صحيفة ” الاخبار” بالامس، لكان اتصال رئيس الجمهورية ميشال عون برئيس حزب “القوات اللبنانية “سمير جعجع ، خلال احداث الطيونة، مر بشكل طبيعي في هكذا نهار، ومن دون ضجة او حتى من دون تأويل.
لكن الواضح ان هناك مَن يريد، في زمن الانتخابات، استخدام كل “العدة” لتجييش المناصرين وتوفير الحماوة الانتخابية المطلوبة. وهكذا بادرت “مصادر في القصر الجمهوري”، كما وصفتها جريدة “الاخبار” الى تسريب خبر للصحيفة جاء فيه “أن عون أجرى اتصالا بجعجع أمس معبرا عن انزعاجه مما يجري، وبادره بالقول: “أوقف ألاعيبك”، فرد جعجع بأنه غير مسؤول عما حدث، وأن أفرادا غير منظمين من المدنيين، ولو ارتدوا لباسا عسكريا، ليسوا بالضرورة من “القوات”.عندها أعاد عون الطلب من جعجع وقف ألاعيبه وأنهى المكالمة. الأمر الذي دفع جعجع إلى إصدار بيان استنكر فيه ما حصل واتهام القوات، وطالب الجهات المختصة بتحديد المسؤوليات”.
“تسريبة بعبدا” لم ترق لمعراب، فردت مصادرها بتسريبة صحافية مفادها ” أن كلام رئيس الجمهوريّة، محاولة لتحميل “القوات” مسؤوليّة ما حصل لجهة إطلاق النار على تظاهرة للثنائي الشيعي، فكان ردٌّ من جعجع يؤكّد عدم مسؤوليّة “القوات” عمّا جرى”. واشارت المصادر” الى ان الاتصال بين الرجلين انتهى عند هذا الحدّ، لكنّ جعجع باشر بعده سلسلة اتصالات، من أبرزها مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، وأكد خلاله بأنّ ما من أوامر أعطيت من معراب بإطلاق النار”.
وفي اطلالته التلفزيونية ليل امس تقصّد جعجع الهجوم المضاد على رئيس الجمهورية قائلا” إن الاتصال كان سيئاً وما استنضفتو أبداً”. واعتبر” أنّ عون اتصل به عن سابق تصوّر وتصميم ليحطّ القصة عندي ويُسمع من يريد اسماعه بفحوى الاتصال”.
وتابع “هذا الشوق الذي شعر به فجأة بعد 3 سنوات لم يتم خلالها أي اتصال أو تبادل للكلام”.
مصدر مراقب علّق على ما حصل بالقول” إنه زمن الانتخابات، والمعركة الفاصلة والمُستعادَة ستكون مجددا في الشارع المسيحي. التاريخ يتكرر حتما.”
عون وجعجع والتاريخ المُستَعاد: ما استنضفتو…أوقف ألاعيبك
