لم يكن سقوط طائرة “السيسنا 172 “في البحر قبالة شاطئ حالات ومقتل كل من الكابتن علي حاج أحمد والتلميذة باسكال عبد الاحد أول حادث من نوعه في لبنان، بل ان أحداثاً كثيرة مشابهة وقعت على مرّ التاريخ، كان آخرها في الثامن من آب الماضي وأدى الى مقتل 3 أشخاص بعد ان فقد قائد الطائرة السيطرة عليها ما أدى الى اصطدامها بجبل غوسطا. ولكن هل المشكلة في الطائرة ام في القائد، ام أن نحساً أصاب هذا البلد لتكثر فيه المصائب والويلات؟في جولة سريعة على طائرات “السيسنا 172″، وبحسب محرك ويكيبيديا، نجد ان تعريف هذه الطائرة، يشير الى طائرة خفيفة ذات أربعة مقاعد ومحرك واحد وعالية الجناحين وهي من فئة الطائرات ذات الأجنحة الثابتة، من صناعة شركة سيسنا في الولايات المتحدة. طارت لأول مرة في عام 1955، ودخلت الخدمة في 1956، وما زالت في الخدمة حتى الآن. صنع منها 60,000 طائرة، وتم بناء اعداد من طائرة “سيسنا 172إس “أكثر من أي طائرة أخرى. وهذا الأمر ان دلّ على شيء فهو يدل على ان هذا النوع من الطائرات هو من الطراز الجيد الصنع.
ومن هنا ينطلق العميد المتقاعد أحمد تمساح ليؤكد في حديث لـ “لبنان 24” ان حوادث الطيران وبحسب التحقيقات، تعود في كثير من الاحيان، وبنسبة 90% الى خطأ بشري، فيما يحتل العطل التقني نسبة 10 %.
واذ رجّح تمساح أن يكون الخطأ البشري هو السبب الاساسي وراء سقوط الطائرة في البحر، شدد على أن أحداثاً كهذه لا يمكن أن تتكرر بهذه الطريقة، من دون ان يكون الخطأ البشري هو الاساس فيها، إضافة الى اعطال في الصيانة، أو نوع من الاستخفاف من قبل الطيار.
ولفت في هذا الاطار، الى أن التحقيقات الأولية أظهرت أن سترات النجاة لم يتم فتحها عند سقوط الطائرة، ما يعزز فرضية الخطأ البشري، ان لناحية سوء التقدير او الاعتزاز بالنفس، فاي خطأ صغير يرتكب قد يؤدي الى كوارث كبيرة كالتي حصلت، خصوصاً اذا لم يتمكن قائد الطائرة من السيطرة عليها، وهي تسقط.
وعن امكان وجود صندوق أسود يساعد في كشف حقيقة ما جرى، استبعد تمساح هذا الأمر، خصوصاً وان هذه الطائرة صغيرة، مشيراً الى ان أحداً لا يمكنه أن يعرف ما جرى سوى المراقب الجوي، الذي يعمل على متابعة مسار الطائرة، وهو من يملك المعلومات حول ما حصل مع هذه الطائرة وما اذا كانت على اتصال مع عامل الرادار، ومع برج المراقبة، والعمل على تحليل آخر رسالة وصلت الى البرج لمعرفة ما الذي أصاب الطائرة وأدى الى هذه الكارثة.
وختم تمساح قائلا: هذه الحادثة تختلف عن حادثة غوسطا، فالأخيرة اصطدمت بالجبل نتيجة الضباب الكثيف، لأن هذه الطائرات صغيرة الحجم وممنوع عليها التحليق في الضباب لأن لا رادارات في مقدمتها ما يمنعها من كشف الطريق.
وعلى المقلب الآخر، كيف تمت عملية انتشال الطائرة والراكبين؟ هذا السؤال حملناه الى مدير عمليات الانقاذ في الدفاع المدني سمير يزبك الذي شرح عبر “لبنان 24” كيف تمت عملية سحب الركام وانتشال الجثتين، مشدداً على ان عناصر الدفاع المدني، بالتعاون مع وحدة المغاوير في الجيش اللبناني عملوا منذ اللحظة الأولى على تلقي الاتصال بسقوط طائرة في البحر، على رصد مكان السقوط، وعمدوا الى استكشاف المنطقة على عمق 40 الى 50 متر، في حين وصلت في بعض الأحيان الى حوالي 60 متراً من دون ان نتمكن من الوصول الى نتيجة، نظراً لارتفاع موج البحر ما أعاق عمليات البحث.
وأشار الى ان يوم الجمعة كان البحر هادئاً ما سمح لفرق الانقاذ في الجيش بالعثور على الحطام على عمق 25 متراً، لافتاً الى ان فرق الانقاد نفذت ما لا يقل عن 200 غطسة، بمشاركة حوالي 80 عنصراً من الجيش والدفاع المدني، على مدار 3 أيام، ما يؤكد ان عمليات الانقاذ كانت على أعلى المستويات وبكثير من الجدية للوصول الى النتائج المطلوبة.
المصدر:
لبنان 24