شكلت كلمة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل امس في ذكرى ١٣ تشرين مفاجئة كبيرة، اذ إن التحليلات التي سبقت المناسبة لم تتوقع ان يكون باسيل رأس حربة في مواجهة “القوات اللبنانية” ورئيسها سمير جعجع بعد ما حصل في الطيونة قبل يومين.لم يكن سهلا في عز الانقسام الذي يأخذ طابعا طائفيا ان يخرج باسيل ليهاجم جعجع ويحمله مسؤولية ما حصل، اذ ان هكذا موقف مليء بالمخاطرة الشعبية ومن الممكن ان يكلف التيار كثيرا كونه” لا يقف مع من يدافع عن المناطق المسيحية”، كما يقول بعض القواتيين.قرر باسيل الذهاب بعيدا في خطابه ضد جعجع، خصوصا ان الحدث جاء بعد الخلاف في وجهات النظر بين العهد و”حزب الله”، حول كف يد القاضي طارق البيطار، فهل حاول باسيل ارضاء الحزب، خصوصا انه ليس في وارد القطيعة النهائية مع حليفه الشيعي.ذهب باسيل الى حيث يتمنى “حزب الله”، اي الى كسر الاصطفاف الطائفي وتحويل الخلاف الى حزبي وسياسي، باعتبار ان وقوف “التيار ” الى جانب الحزب ينزع الصبغة الطائفية ويحول الامر الى خلاف مع القوات حصرا.وبحسب مصادر مطلعة فإن باسيل لا يريد ان يتطور الخلاف مع حزب الله لاسباب كثيرة اهمها الانتخابات النيابية التي يجد الطرفان ان تحالفهما فيها سيصب في مصلحتهما معا، لذلك فإن الخلاف في هذه اللحظة لن يكون فيه اي ربح سياسي.وترى المصادر ان خطاب باسيل جاء بعد ايام من مواقف الدعم الخجولة التي اطلقها “التيار”بالتوازي مع الاشتباك السياسي حول مصير القاضي البيطار والاشتباك الميداني بعد اطلاق النار على المتظاهرين..اكد باسيل امس ثوابته السياسية الاستراتيجية معيدا الى تحالفه مع الحزب زخمه بعد يوم عصيب مر به بسبب التباين الكبير في وجهات النظر بين القواعد الشعبية، وحاول “التيار ” ضبط جمهوره على مواقع التواصل الاجتماعي منعا لتفلت الوضع بينه وبين جمهور “حزب الله”وحاول توجيه “الاشتباك”بإتجاه خصومه السياسيين ،وكل ذلك سيلعب دوره في صناديق الاقتراع، سلبا او ايجابا.